عرض مشاركة واحدة
قديم 19/02/2008   #2
شب و شيخ الشباب مالك الحلبي
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مالك الحلبي
مالك الحلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
حلب
مشاركات:
990

افتراضي






--------------------------------------------------------------------------------



الشاعر دوقلة المنبجي
هناك عدد من الشعراء الذين قادتهم قصائدهم إلى الموت, ولأن قتل كل شاعر يختلف عن شاعر آخر, وكذلك قصيدته, فإن الأوجع يبقى أكثر دليلاً, وربما الأكثر تأثرا, وخاصة إذا عرفنا أن شاعرنا قد كتب طوال حياته قصيدة واحدة ــ يتيمة ــ وهذه القصيدة كانت ثمنا لحياته, القصيدة القاتلة هنا هي اليتيمة, تلك القصيدة التي ذاع صيتها بهذا الاسم بعد أن سميت بأسماء أخرى كدعد , ولعل تسميتها باليتيمة لكونها وحيدة لا شبيه لها نظرا لقوة سبكها وروعة تشبيهاتها ومعانيها وسلاسة صياغاتها ووضح مقاصدها ، فالقصيدة اليتيمة تضم ستين بيتاً, وهي للشاعر دوقلة المنبجي, وفيها يقول :


هــل بالطلــول لــسائــل ٍ ردُّ ***أم هـــل لهـــا بـتكلّم ٍ عهـدُ


دَرَس الجديدُ ، جديدُ معهدها ***فــكأنمـــا هــي ريطــة جردُ

من طول ما تبكي الغيوم على***عَـــرَصــاتِهــا ويقهقــه الرعدُ

وتــلُـــثُّ ســـاريـــةٌ وغاديـــةٌ ***ويــــكرُّ نحــــسٌ خلفه سعدُ

تـــلــقـــاءَ شــاميــةٍ يمانيــة ***لــهــا بــمــورِ تُــرابـها سَردُ

فكست بــواطنها ظواهرهـــا ***نــــوراً كـــأن زهـــاءه بـــــرد

فوقفت أسألها ، وليس بهـــا ***إلا الــمهـــا ونـــقــانــق رُبد

فتبادرت درر الشؤون عــلــى ***خـدّي كـــمـا يتـــنــاثر العقد

لهفي على(دعد)وما حفلت ***بـالاً بــحــرِّ تلــهفـــي دعــدُ

بيضـاء قـــد لبس الأديم بها ***ء الحسُن ، فهو لجِلدها جِلـــد

ويــزيـــنُ فـــوديها إذا حسرت ***ضــافـــي الغدائر فاحمٌ جَعــد

فــالوجـه مثل الصبح مُبيضٌّ ***والشعــر مــثــل الليل مسودُّ

ضــدّانِ لـمـا استجمعا حسُنا ***والضــدُّ يــظهــر حُسنه الضــدُ

وكـــأنهـــا وسنَــى إذا نظرت ***أو مـدنـف لــمَّــا يُفِـق بـــعـــد

بــفتــور عيــن ٍ مــا بهـا رمَدٌ ***وبـــهـــا تُــداوى الأعين الرمدُ

وتــريـــك عِـــرنـيـناً يــزيّــنـه ***شـمــمٌ ، وخــداً لــونــه الوردُ

وتــجيــل مسواك الأراك على ***رتـل ٍ كــأن رضـــابــه الشهـد

والــصـــدر مــنهــا قــد يزينه ***نــهــدٌ كــحــقِّ العاج إذ يبدو

والمعصمانِ ، فما يـرى لهمـا ***مـــن نــعمــةٍ وبــضاضةٍ زنــد

ولـــهـــا بـنــان لـــو أردت له ***عــقـــداً بــكفـــك أمكن العقد

وكـــأنمــا سُـــقيــت ترائبها ***والنحـــرُ مـــاءَ الــورد إذ تبــدو


واسترسل في ذكر أوصافها إلى أن قال :

مــا عابها طــول ولا قِــصَـــر ***فـــي خلقهــا ، فقوامها قصـد

إن لم يكن وصل لــديك لـنــا ***يشفي الصبابة ، فليكن وعــد

قــد كــان أورق وصلكــم زمناً ***فــذوى الـــوصــال وأورق الصد

لله أشــواقــي إذا نــزحــــت ***دار بـــنـــا ، وطـــواكـــم البعــد

إن تـــتهمــي فـتهامة وطني ***أو تــنجــدي ، يكن الهوى نجدُ

وزعمـــت أنـك تضمرين لـنـا ***وداً ، فــهــلاّ يــنفــع الــــــودُّ !

وإذا المحب شكـا الصدود ولم ***يـــعطـف عليـــه فقتلــه عمد

نختصُّها بالود ، وهي علــى ***مــالا نــحــب ، فــهكذا الوجـــد

أو مـــا تــرى طمــريَّ بينهما ***رجـــل ألــــحّ بـــهــزلـــه الجـد

ولـــقــد علمــتُ بأننـــي رجلٌ ***فــي الصالحــاتِ أروحُ أو أغـدو

سلمٌ على الأدنى ومرحمـــةٌ ***وعــلى الحـــوادث هــادن جَلدُ

مـتـجلبــب ثـوب العفاف وقــد ***غــفــل الــرقيـب وأمــكـن الوِردُ

ومجانبٌ فــعـل القبيح ، وقـــد ***وصــل الحبيب ، وساعد السعد

ليــكــن لــديــكِ لسائـل ٍ فــرجٌ ***أو لــم يكـــن.. فليحسن الـردُّ




--------------------------------------------------------------------------------

هو : ( دعبل الخزاعي ) :
هذا الشاعر مضحك جدا وطريف , وهو شاعرا لا يشق له غبار ولكنه يختلف عن باقي الشعراء بشي وهو ان المعروف اذا تولى أي ملك او خليفه يفز الشعراء لمدحه ولكن صاحبنا هذا ــ دعبل ــ فهو عكس هؤلاء فكل ما تولى خليفة ارسل اليه قصيدة هجاء يسبه فيها لماذا لااحد يدري
وكان دعبل يحب ال البيت وكلنا نحبهم لكن دعبل كان يغلو في حبهم ، ومن طرائفه قال ذات يوم لقومه اذا مت فجعلوا قبري بزاوية مقبرة ال البيت وكتبوا على قبري ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوسيط ) .
وقد قال قصيدة رائعة كل الروعه في مدح ال البيت وسميت بالقصيدة المعموره قالها عند علي بن موسى بن الرضا الحسين فخر مغمينا عليه عندما سمعها واعطاه بردته هدية له فذهب من عنده وفي طريقه مر ببلدة ( قم ) وكلها شيعه رافضه شاهدوا معه البرده فعرضوا عليه أي مبلغ ليعطيهم اياها ولكنه رفض فتناهبوها فيما بينهم حتى بقي منها فسحبوها منه حتى بقي منها قطعة صغيره بعدما اخذوها ليتبركوا بها على قولهم .

مقتله :
تولى المعتصم الخلافة بعد اخوه المأمون الذي قتل فتباشر الناس لقدوم هذا المعتصم ومن منا لا يعرف المعتصم الذي ادخل الرعب في قلوب الروم
المهم قدم الشعراء لنثروا قصائد المديح للمعتصم لكن صاحبنا ارسل اليه قصيدة ذم وسب صارت في افواه الجميع يرددونها وقال فيها :

ملوك بني العباس في الكتب سبعة ** ولم تأتنا في ثامن منهما الكتب

كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة ** وثامنهم فيما اتى عندنا كلب

وأني لازهي الكلب عن ذكره بكم ** لان لكم ذنب وليس له ذنب



فطارت القصيده بحفظ الله ورعايته الى المعتصم فغضب وارسل يطلب دعبل لكن دعبل هرب الى خرسان وضاعت القضيه والله اتى به فلم يقتله المعتصم لكن مالك بن طوق الوزير التابع للمعتصم هجاه بقصيده فترصد الوزير له وقبض عليه فحلف دعبل وطلق بالثلاث ولذلك طلاق الشعراء لايمسك كذلك ايمانهم ، انه لم يقلها وان الوشاة هم الذين دسوا هذه القصيدة له فلم يصدق الوزير فكتفى بجلده امام الناس والتشهير به ثم ارسل له من يقتله في خرسان وقيل أسقي سما فمات
هذه قصة احد الضحايا الذين كان القصائد سببا في حتفهم .

(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النور:19]
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04878 seconds with 10 queries