الحقيقة هناك نقطة مهمة جداً قبل الدخول في أي مناظرة أو أي نقاش عن أي فكرة من الأفكار أو موضوع
وهي وجود مرجعية او قاعدة أساسية يستند إليها الطرفان في الحوار تكون هي ما يتفقان عليه هذا في حال النقاش في مواضيع فرعية عن موضوع أساسي هام متفق على قواعده
أما في حال النقاش حول موضوع محوري لا يشترك فيه الطرفان بأي نقاط ولا يتفقان حوله على أي شيء فالحقيقة الحوار في هذه الحالة سيكون عقيم وسيتحول إلى مهاترات وربما إلى شتائم وينخفض مستوى الحوار جداً والأفضل من وجهة نظري عدم دخوله أصلاً
وهذا ما يحدث معي شخصياً لدى تصفحي للمواضيع المطروحة في حوار الأديان لأنها ببساطة مواضيع للتجريح والطعن وتبادل الشتائم والسباب وزرع الأحقاد
وليست شبهات يرغب ناشرها أو السائل عنها تجليتها
هذه المواضيع التي يطلق عليها اسم حق وباطل
أما القضايا التي تحتمل تعدد وجهات النظر وتبادل الأفكار فكما ذكرت لابد من تبيان القاعدة الأساسية التي يستند إليها الجميع والأفكار التي يتفق المتحاوران عليها ليتم بناء أفكار جديدة عليها والمضي قدماً في الحوار
وقبل هذا وذاك يجب النظر إلى القضية التي يتم التحاور حولها هل هي تستحق هذا التعب والتحضير أما أنها قضية هامشية لا تؤثر ولا تفيد
في الختام أرى أن الحوار كلمة مطاطة يحاول مستخدمها التعبير عن الحرية والديمقراطية وتقبله للآراء المخالفة لكنه عندما لا يلتزم بقواعد الحوار يكون كمن يضيع وقته ووقت غيره
|