تائه ..
مروركَ تماما كالضباب ..
يملؤك بغموضه حيرة ثم يعيدك لأجواء الوسطية بلونه الرمادي ..
عطر ..
وحده الألم رائع إن كان صادقا ..
و الروعة لا تعني دائما الجمال ..
/../
لا أعلم من أين سأصوغ نقطتي التالية ..
و لكنني أعلم أنني أذكره جيدا ..
بنيته العضلية ..
مناكبه العريضة ..
شعره الأسود الداكن ..
أعينه الشهلاء ..
دفء يديه و حتى عينيه ..
لا أعلم حتى أين نقطتي هذه ..
و لكني تساءلت كثيرا عن حقوقنا أمام الموتى ..
كيف أن الأرواح رغم الغياب تهيم و لا تفنى ..
أحببته ..
أحببته جدا هذا الرجل !
و لو عاد بي الزمان و قالوا : سيرحل ..
لاخترت أن أحبه و لو لنصف يوم ..
أذكر أنني يومها نمت في سريري بتعب و إعياء..
تماما كمن عاد للتو من معركة انسحب منها بجدارة ..
و تكاثرت الأحزان في القلب و أكتمها ..
أزمة كبيرة جدا ..
أن تحب سرا .. و تموت سرا ..
و بالطبع أنت في نظر الجميع على قيد الحياة ..
تعيش الازدواجية ..
فتبكي في قلبك و تبتسم لمن أمامك ..
و تصطنع أحداث حياة ملؤها الهناء ..
هم لا يعلمون أنك واسع الخيال و أنك لا تكترث بعد رحيلهم إلا لنفسك ..
أنت حتى لو شاركت القمر ألمكَ ربما سينتحر ..
و تراه ذات سهاد محاقا .. !
يكاد قلبكَ لفرط الهبوط يُقفل و المفتاح بيد من رحل ..
تتناول أدرينالين تقضمها حتى دون الماء ..
أنت تعلم أن هذا الدواء ينشط القلب إن حقن فقط و لا يؤخد في هيئة كبسول ..
لكنك تجبرك على البلع بإغماضة عين ..
و تصرّ على أن تكون ساديّا حد الجنون لأجل أن تتفق مع القدر في حكمه عليك ..
أنت لديك حدس سعيد أنك عما قريب ستلتحق بهم ..
و لكنك تصحو في كل صباح على موت حلم الموت ..
فتضطر للعيش يوما و آخر ..
تغافلك الدنيا بلحظة فرح ..
تغرّك بها فتسقط في فخ قديم للسعادة ..
تنسى دائما أنها لحظية ..
و تصرّ على أنكَ خلقت من طينة السعداء ..
ياه !
كم كنت أسعد حين ألمحه في كل صباح للوهلة الأولى ..
فأهمس بملء النعاس في أجفاني .. أنت يوسف .. !
تستلزمني ساعات كثيرة أمام محاولة وصف هذا الرجل ..
فأختار كما الآن أن أصمت ..
كنت يومها سأبسط جناحي للسماء لو نجحت ..
ppl doubt wat u say but they can never doubt wat u do
|