[حلبي]

مقتبس من المطارد رقم 1

معالي الوزير

لقد كنت صاحب اشهر واضعي الخطط العسكرية لتدمير هؤلاء وتحطيم معنوياتهم, وقد كان لي شرف المحاولة الاولى في تطبيق سياسة تكسير العظام. وكونك اشرت الى تكسير الارجل فهذا يندرج ضمن السياسة التي قمت بتطبيقها على هؤلاء, ومن هنا اتوجه اليك بعدة اشارات لعلك تتعظ وتستفيد من الاخطاء التي وقعنا بها...

معالي الوزير...

لقد كان لهذه السياسة اثر سلبي علينا نحن كصهاينة , فقد ساهمت هذه السياسة في حشد الرأي العام العالمي للتعاطف مع هؤلاء وقضيتهم, وقد تعرضنا في حينها الى ضغوطات دولية احرجت دولتنا وجعلتها تظهر بمظهر الدولة الهمجية التي لا تراعي مشاعر الانسانية, ومن هنا فانا اخشى ان هذه التصريحات ستسيء اليكم بالدرجة الاولى, فاحذر من ذلك وانتبه.

ان هذه السياسة ساهمت في اثارة ردة فعل عكسية, غير تلك التي كانت متوقعة من تطبيقها , فبدلا من ان تثني هؤلاء عن مقصدهم في التحرر, دفعتهم للمزيد من العنف المضاد وساهمت في ارتفاع وتيرة الانتفاضة , واصبح الناس ينظرون الى من يقع بين ايدينا من الشبان والذين نحطم لهم اطرافهم على انهم ابطال في درب التحرير, ولعل تصريحاتك تؤدي الى اثارة الشغف لدى هؤلاء لقبول التحدي.

ولقد اثبت التاريخ يا سيادة الوزير , ان هؤلاء مولعون جدا بالتحدي, وقد كان لهم ان انتصروا على سياستي , فاخترنا تغير التكتيك والتعامل بطرق اخرى.

معالي الوزير

لا أخفي عليك ان قلت لك , انني كنت اتمنى ان اكون من بادر بالانسحاب من غزة, لكنني لم اكن املك الشجاعة لذلك...ولكنني يا سيادة الوزير ..وبعد موتي كما ترى.. فانني املك الشجاعة لاقول لك امرا مهما ...وهو ان المراهنة على تكسير عظام الفلسطينيين سياسة فاشلة , ستنقلب عليك حتما, وسيكتب لهؤلاء نصرا اخر على تجربة تعايشوا معها, ولهم معها تجربة ستمنحهم أفضلية ستجعلك تتمنى لو انك لم تخض هذه المعركة ..

وتقبل من ميت يكتوي من مرارة الهزيمة.
اخوك ...
مخترع سياسة تكسير العظام.
اسحاق رابين