07/02/2008
|
#34
|
مسجّل
-- اخ حرٍك --
نورنا ب: |
Apr 2007 |
مشاركات: |
21 |
|
من خلال قراءتي لما كتبه العزيز موسيقار .. لاحظت هجوماً على المصطلح المسمّى "ديمقراطيّة" بشكلها العام .. وكأنني أحسست أنّه لا يعترف بها على أنّها أداه تقدّمية في إدارة الدولة .. ولمست سخرية من "مبدأ الديمقراطيّة" كمبدأ فلسفي في إدارة الدولة وما له من انعكاسات تتعلّق بحقوق الإنسان والمواطنة وما إلى هنالك .. مع إنني توقّعت "وله الحريّة إن فعل" أن يسخر مثلاً من آليّات تطبيقها في حالات خاصّة ..
فهناك فرق في أن نتناول "الديمقراطية" كمصطلح فلسفي .. أراه مقدّساً .. (1)
وأن نتناول "التطبيقات الديمقراطية" سياسياً .. وهنا مجال الكلام واسع .. ومفتوح .. (2)
لذا احترت في الحقيقة كيف أبدأ بكلامي .. فأنا لم أفهم ماذا يريد "الموسيقار" فعلاً .. فهل يقصد أن يتناول الأولى مثلاً .. أم الثانية .. !!
وما زادني حيرة .. هو استشهاده الدائم بـ"أفلاطون" -العظيم طبعاً- .. هذا الفيلسوف الذي كان يطالب بأرستقراطية يحكمها الفلاسفة .. وكان يمقت "الديمقراطية" بكل ما تعنيه كلمة "مقت" من معنى .. وبالطبع فله في ذلك أسبابه ووجهة نظره التي تعبّر عن مرحلة تاريحية وفلسفية ما .. تمّ تجاوزها الآن بخطوات كثيرة .. ولو عاش "أفلطون اليوم" لأحبّ ديمقراطية اليوم (المؤسّساتيّة) ربّما والتي تختلف عن ديمقراطية "أثينا" التي عرفها بأشواط .. وربّما لما مارس أيضاً الجنس مع الغلمان كما كان يفعل .. لأن هذا النوع من الجنس .. يعتبر اليوم انتهاكاً لحقوق الإنسان وتهجّما على الطفولة ..
وأما حصر مصطلح "المعارض" بالسياسي خارج السلطة (المعارض للاستبداد .. للبنية الثقافية السائدة .. الحداثي .. إلخ) .. فذاك فيه تجنّ كبير يحرم "المفكّر" و"المثقّف" و"الإعلامي" دوره في عملية التوعية الاجتماعيّة والنهضة الفكرية .. ويحصر عمليّة "التغيير" و"المعارضة" بأيدي السياسي الذي لولا "المفكّر" من خلفه سيسير معمياً في الظلام .. وقد طرحت من فترة موضوعاً في أحد المنتديات حاولت فيه أن أؤكد على "دور المفكّر" .. وحتّى "مؤلّف الأغاني" و"كاتب المسرحيّات" .. أقول أن أؤكد على دوره الأقوى في عمليّة التغيير الاجتماعي .. والذي قد يتفوّق على السياسي .. مع أنّ "وجود" السياسي له أهمية كبيرة .. فمجرّد وجوده هو أمر له "أهميّته الثقافية" ..
أوروبا لم تصل "لعلمنتها" بالساسة .. وإنما بعصور من النهضة الفلسفية والأدبية والفكرية .. والساسة "قناع" التغيير .. لا وجهه ..
الشعوب لن تتعلّم الديمقراطيّة إلا إن مارستها .. ولن تمارسها بحرفيّة إلا لو تعلّمتها .. وأنا لست بالتفاؤل الذي أقول فيه بأنّها لن تدفع مقابل تعلّمها للديقمراطيّة أتاو وأثمان .. وهل في التجربة الغربية ما يوحي بذلك .. !!
وبأيدي أي سلطة مستبدّة "إن أرادت" .. أن تجنّب شعوبها أتاو كثيرة في طريقها للديمقراطيّة .. أقول هذا إن أرادت .. خصوصاً وأنّها تملك تجربة "غربية" أمامها .. تستطيع أن تدرسها و تطبّقها متجنّبة ثورات الشعب الدموية للحصول على حقوقها .. وتستطيع أن تضع البلاد في مسار يجنّبها الكثير من "الثمن" الذي دفعته أوروبا في مسارها .. *
لذلك .. فحجّة "الثمن" الذي سندفعة لهذه الديمقراطيّة .. وجهل الشعوب التي لن تتعلّم ممارسة الديمقراطيّة إلا متأخرة .. هذه الحجّة لا تكفي لتبرئة المستبد .. ولا تكفي لمحاربة المنادي بالديمقراطية وتخوينه لمجرّد التخوين .. وليس من دليل طُرح في هذا الموضوع ..
وإلا .. لكان الصمت هو أبلغ الكلام ..
المعارضة العربية برنامج إسلامي على الغالب كما قيل .. وكل الأمثلة التي طُرقت في هذا الموضوع لم تكن "إسلاميّة" .. ألا يكفي هذا لنقض هذا الفرض .. وللافتراض أيضاً أنّ تهويل الشبح الإسلامي غير مبرر أيضاً .. !!
الشعب بأغلبه "جاهل" .. "يصلّي في الجامع" .. حسناً .. أؤيد .. لكن كم من هذا الشعب يعلم ما هي "الدولة الإسلامية" .. وإن سألته هل سوريا محكومة إسلامياً كم منهم سيجيبك بـ"لا" .. !! وكم منهم يطالب بخليفة "إسلامي" .. !! .. وبـ"جزية" من أهل الذمّة .. !!
يكفي تهويلاً للأمور .. إن كان العامّة ميّالون للدين .. هذا لا يعني أنّهم يتبنّون "الإسلام السياسي" .. أو يعرفون عنه شيئاً .. ولك يا أخي حتّى "الأخوان المسلمون" ما عادوا يتبنّونه ..
وأخيراً أودّ أن أسأل صاحب الموضوع ..
هل هو مقتنع فعلاً بما أقرأ الآن :
اقتباس:
صديقي ترتيبة الوصول للحكم بأي دولة معروفة .. دفع مصاري بالهبل لحملات انتخابية بتطبل وبتزمر للمرشح لأي منصب........
بينجح الأخ وماعاد حدا يشوف من برنامجو جراب بليرتين .. حاشا السامعين
يعني الديمقراطية لعبة .. ومكلفة .. وكاذبة ونهايتها هي السلطة لأصحاب النفوذ والمدعومين برؤوس أموال ..
فيكـ تقللي عن مرشح بأي دولة كبرى .. ما كلفت حملتو الانتخابية ملايين ؟
بوش اللي هو بوش .. طلع بالمصاري .. ساركوزي . نفس الحكي بالزبط .. لكـ حتى ميركل ما بتملكـ شي غير شركة براون الألمانية .. اللي بتصدر أجهزة كهربائية لكل دول العالم ..
|
تحيّة للجميع
خوليو
هامش
* مع العلم أن : المجتمع الأوروبي لازال حتّى اليوم يدفع ثمن علمنته .. وتواجهه دوماً مشاكل اجتماعية واقتصادية جديدة .. ويكتشف في كلّ مرّة أنّ تجربته لم تنضج بعد .. وهنا مثلاً نجد أنّه بدأ يتحدّث عن "ما بعد الحداثة" في عمليّة نحب وبكاء على ما جلبته "الحداثة" من مصائب .. لكن قلّما نجد (حتّى من ما بعد الحداثيين) من يطالب بالعودة للتاريخ ..
|
|
|