وإن كان كاتب الموضوع يبدو نادماً على كتابته لهذا .. فإني -ولله الحمد والمنة- لا أجد نفسي نادماً على قراءته .. !!
فبالفعل .. يبدو لي اختلاف "الأئمّة" التاريخي على "صغائر الأحكام" .. وحياً -أبلغ من وحي محمّد- لرسم "كاريكاتير" عن أمّة غرقت في التفاهات وطمرت رأسها "كالنعامة" تحت التراب ..
هل هناك فعلاً "مد" إسلامي في بلادنا .. !!
أقول برأيي "نعم" .. و"لا" ..
المد الإسلامي الحالي هو مدّ "الإسلام البسيط" .. الذي يحاكمك إن "بلت" واقفاً أو جالساً .. ويجعل من "دحاها" معنى "كوّرها" ليثبت لك أنّ القرآن كتاب فيزياء وكيمياء .. وهو الذي يرخي اللحية على وجوه الرجال ويسدل "الجلباب" على أكتاف النساء ..
المد الإسلامي اليوم هو مدّ لإسلام "النسائي" .. صاحب أحاديث الأحكام "الصغرى" .. وذاك هو الشكل "الشعبي" السائد ..
أمّا المد "الإسلامي" بمعنى : مد فكري وثقافي ذو رسالة وهدف ومعنى .. وذو "أسباب" موضوعيّة وكيانات سياسية تمثّله ومن خلفها الكوادر "الفكرية" تفلسف له .. فهو مد محدود جداً .. وإن وجد (في بلادنا على الأخص) فهو مد "برغماتي" يتعامل بلغة "المصالح" .. ارتدى اليوم "بزّة رسمية" .. وصار يحكي عن "صناديق الاقتراع" .. وجلبابه مافتئ "مرخياً" تحت البزّة ..
إن نظرت إلى "بسطة كتب" .. تجد أغلب الكتب تتحدّث عن "علامات الساعة الصغرى" .. "الكبرى" .. "الأعور الدجال" .. "الإعجاز العلمي للقرآن الكريم" .. "السيرة النبويّة" .. إلخ ..
فالبعد "القومجي" للمنطقة الذي كان له دوره في السنين السابقة .. والصراعات "الأيدولوجيّة" التي سبكت القرن العشرين بطابعها .. والتشكيلات السياسية القوميّة والاشتراكيّة على الأرض وما خلقته من "آليّات" قمعية واستبدادية لتضمن لنفسها الاستمرار .. كلّها عوامل ساعدت وساندت جداً في "تشكيل" إسلام اليوم .. هذا الإسلام "المتحجّر" .. و"البسيط" بذات الوقت .. وهذا المواطن الذي لا يفرّق بين "ديمقراطية" و"كيلو خيار" .. ويردّد في شعار كلّ يوم "جماعة الإخوان المسلمين عميلا" .. لكنّه يبول جالساً .. لأنّ للرسول في "سنّته" حكمة ..
بوجهة نظري هذا هو الإسلام السائد .. ورغم ما يبدو عليه من "إلفة" .. فهو قد يخبّئ في طيّاته وحشاً كاسراً .. فشيخ جامع قادر على "تجييش" ما هبّ ودبّ من الناس دون أن يدروا حتّى لما هم مجيّشون .. وأين يمشون .. لذا فإن عملية "توعية" و"تنوير" مطلوبه جداً .. فالفكرة المكبوته قد تصيب الإنسان بالـ"برانويا" .. أو تحوّله لوحش وقاتل ..
ولا تخف من شيء .. أكثر من "الجهل" ..
خوليو
|