محمود درويش
انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .
لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاق أوسلو.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل. أقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى إسرائيل بتصريح لزيارة أمه، و في فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك. بعض مؤلفاته:عصافير بلا أجنحة ، أوراق الزيتون، حالة حصار، جدارية ، لماذا تركت الحصان وحيداً.
*ويكي
أنا يوسفُ يا أبي

.
سجِّل أنا عربي
سجل
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
و أطفالي ثمانية
و تاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب
سجّـل
أنا عربي
و أعمل مع رفاق الكدح في محجر
و أطفالي ثمانية
أسلّ لهم رغيف الخبز والأثواب والدفتر
من الصخر
ولا أتوسل الصدقات من بابك
ولا أصغر أمام بلاط اعتابك
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
انا اسم بلا لقب
صبور في بلاد كل ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري
قبل ميلاد الزمان رست
و قبل تفتُّح الحقب
و قبل السرو والزيتون
و قبل ترعرع العشب
أبي من أسرة المحراث لا من سادة نجب
و جدي كان فلاحا بلا حسب.. ولا نسب
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
و بيتي كوخ ناطور من الأعواد و القصب
فلا ترضيك منزلتي ؟
أنا اسم بلا لقب
سجل
أنا عربي
و لون الشعر فحمي و لون العين بني
وميزاتي: على رأسي عقال فوق كوفية
وكفي صلبة كالصخرِ تخمش من يلامسها
وعنواني : أنا من خربة عزلاء منسية
شوارعها بلا أسماء
وكل رجالها في الحقل والمحجر
فهل تغضب؟ سجل
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي و أرضًا كنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
و لم تترك لنا و لكل أحفادي
سوى هذي الصخور
فهل ستأخذها حكومتكم
كما قيلا
إذن
سجل
برأس الصفحة الأولى
انا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحد
ولكني إذا ما جعتُ
آكل لحم مغتصبي
حذار حذارمن جوعي
و من غضبي
كنت بالأمس كلمة صامته في خاطر الليالي
فأصبحت أغنية مفرحة على ألسن الأيام
وقد تم هذا كله في دقيقة واحدة مؤلفة من نظرة وكلمةو تنهدة وقبلة
(الرائع جبران خليل جبران)
|