آه اين أنت
وما جدوى أن أعرف
إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى
من الكرة الأرضية..
وهل أنت سعيد
أنا لا!!
سعيدة بانتقامي منك فقط.
وهل أنت عاشق
أنا لا.
منذ هجرتك
عرفت لحظات من التحدي الحار
على تخوم الشهوة..
وهل أنت غريب
أنا نعم.
أكرر: غريبة كنت معك
وغريبة بدونك
وغريبة بك إلى الأبد.
ذات يوم..
حاولت ان تجعل مني
أميرة في قصرك الثلجي
لكنني فضلت أن أبقى
صعلوكة في براري حريتي..
وواعدتك كاذبة على اللقاء
وكنت أعرف انني أهجرك
لقد تدفق الزمن كالنهر
وضيعتُ طريق العودة إليك
ولكنني ما زلت أحبك بصدق
وما زلت أرفضك بصدق ..
لأعترف
أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر..
وأحسست بالغربة معك
أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر..
معك لم أحس بالأمان، ولا الألفة
معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن
النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل..
يطلقني حبك من فراشي الخامد
وموتي اليومي..
يقطع سلاسلي اللامرئية
التي تربطني إلى اسم اليوم والساعة والشهر
وإلى الجدران الرتيبة
وزعيق مذياع الجيران
وصراخ باعة الصحف بأسماء متكررة
والزجاج الصيفي اللزج...
يحررني حبك من التفاصيل البلهاء
لأعود كما أنا
جنية الفجر
التي سئمت المشي
واشتاقت إلى الطيران..
حبك ينبت لي
عشرات الأجنحة الشفّافة
وأطير كفراشة خرافية
خرجت للتو من زمن الشرنقة..
حبك يطلقني من سجن اللحظة
لأصير والمدى.. واحداً..
إنك ساحر، وشرس
تخشى اطمئناني إليك:
تتوهمه فخّاً..
وتخشى هربي منك:
تتوهمه لامبالاة
يا رفيق الحزن الهارب من دربي
مثل طائر هجر الحدس
وحمل البوصلة فضاع..
****
تقدم مني بلا ذعر
وشاركني مهازل الذاكرة المشروخة
وانتفاضة الشرايين الضجرة
في مدن منسية
آه لا تذهب، لا تحضر
لا تقترب، لا تبتعد
لا تهجرني، لا تلتصق بي
لا تضيعني، لا تؤطرنى..
ولنطر معاً
في خطين متوازيين
لا يلتقيان
لكنهما أيضاً لا يفترقان!...
إنه الحب!
ارتحـال يبدأ عبر دياجير الصمت
يودي إلى هجير الكلام
أحيانا نثغو معا
مطاردين بقوس قزح
قدرنا أن نسير هكذا ... بقائمتين
نراوح ... نراوح
ما من جناح
وحدهـا القضبان.. دائما!!
في مطلع كل حلم
نعيش طقوس الشهقة، قاطبة
نستعذب جراحاتنا
على قباب الجمر
نتسـلّق أحاسيسنا، بعزيمة بالغة
كي نصل قمّة الإصرار .. بمنزلق
نتهاوى ..نتهاوى
ما من قرار
وحده الفزع..دائما!
صديق الرؤى المستحيلة
لملم أشتات الهذيان
كي تسمع ندائي
أعدك دون طيش
ودون هوادة
أن نغزو العالم ..أجمع
حين نتوحّد معا
صديق الرؤى المستحيلة
وما في دمنا من جرس الموج
على شواطئ الأيام القاحلة
نتخبّط نتخبّط نتخبّط
ما من مــدّ
وحده الجزرُ، دائما
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
آخر تعديل طفوله يوم 08/08/2008 في 20:53.
|