كاتب النص الأصلي : yass
يتم الحديث اليوم عن مستقبل العراق دستوريا, نقاط الخلاف الأساسية تتعلق بعلاقة الدين مع الدولة وحقوق المرأة , كما يتم الحديث عن نظام السلطة ( فدرالي , مركزي ...الخ) .
يحزنني , يخجلني , يكهرب اعصابي , أننا أصبحنا في القرن الواحد و العشرين و ما زلنا نتحدث عن الدين و علاقته بالدولة , عن دولة اسلامية, سنية أو شيعية, لا يقتصر الأمر على العراق...نفس الاسطوانة في جميع الأقطار العربية , ما عدا بعض الأقطار العربية التي يبدو أنه هناك اجماع على الرغبة في العيش في العصر الحجري .
لماذا ما زال العرب في نقاشات و مداخلات فرغ منها باقي القرون منذ سنوات؟ هل ياترى نحب التمرغ في مزبلة التاريخ و قذارته ولا نرغب بالخروج ؟!
ما زلنا نتحدث عن مسلم و مسيحي ودرزي و علوي و شيعي و و و.... ألا نخجل من انفسنا؟ لماذا يعرف البعض عن نفسه في الخارج بقوله : فلان الفلاني , لبناني مسيحي , أو سوري ارثوذكسي , أو مصري قبطي... ألا لعنة الله , أو الجحيم لتقع على هذا الأفيون الذي تلحقونه باسماء أوطانكم, لتحل اللعنة على تحجراتكم وتخلفكم و عنصريتكم و قذارتكم , تمرغون الحياة بقمامة العصور الميتة, يتحدث العالم عن الذرة و الفضاء و الطب الحديث .......... و تتحدثون انتم عن الحجاب و الجهاد و الثالوث, وهل يتزوج المسلم من مسيحية, ومن اكثر ايمانا من الآخر , فلتعضوا أنفسكم يا أفاعي , عسى أن تموتوا بسموم أنيابكم "المؤمنة" .
لكي يسمو وطن و تعلو أمة يجب أن يكون الشعب هو الأله وهو الشيطان, هو الجنة وهو النار, أن يكون الايمان بالعدالة و المساواة و حرية الفكر هو الدين .
يقول أمين معلوف في روايته "سمرقند": ليس هناك أسوء من حكم يسيره النضال .... أنا أقول : ليس هناك أسوء من حكم يسيره الدين , من دولة تضع شعارا غير الوطنية و غير الحرية و المساواة لأبناءها...الوطن أعلى من أي قضية , أسمى من أي دين , وحريته واجب مقدس.
Yass
|