قادة العالم والمثقفون يبكون نجيب محفوظ
جريدة الديلي ستار
بكت الدوائر السياسية والثقافية المصرية واحدًا من كبار كتاب كتاب العصر الحديث، وهو نجيب محفوظ الذي وافته المنية يوم الأربعاء 03 أغسطس الماضي.
وقد أكد القادة التزام الروائي الكبير بالدعوة إلي السلام وتمسكه بحوار الثقافات في حين أشاد أصدقاؤه والفنانون بطبيعة كتاباته الفريدة من نوعها وسعة صدره التي لا مثيل لها.
وقد عبرت استيفان دوجاربك ـ المتحدثة الرسمية باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي كان في جولة في المنطقة في ذلك الوقت ـ عن أسفها الشديد لوفاة هذا الكاتب العظيم، وأضافت المتحدثة الرسمية: إن رحيل رجل أثري كثيرًا الأدب العربي هو خسارة كبيرة للعالم العربي ولعالم الأدب.
وتعقيبًا علي خبر الوفاة قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: إنها وفاة أحد الرموز المهمة في الأدب العالمي.. إنه رجل سلام، تسامح وحوار.
أما رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان فقال: إن أعمال محفوظ وسيرته الذاتية سوف تظل دومًا مبعثًا للأمل ومثالاً لرفض محاولات الخنوع والاستسلام.
أما الرئيس الأمريكي جورج بوش فقد قال: إن كتابات هذا الروائي العظيم وقصصه القصيرة وسيناريوهات الأفلام التي كتبها تتخطي كل القوالب المعروفة والجامدة لتخوض في أعماق المصريين والنفس البشرية علي حد سواء.
وقال تصريح صادر من مكتب الرئيس حسني مبارك: إن محفوظ يعد كاتبًا غير عادي فهو كاتب مستنير جعل الأدب والثقافة العربية في بؤرة الاهتمام.
وأضاف البيان: إن رواياته قدمت مبادئ تعد قاسمًا مشتركًا بين جموع البشر، وكتاباته خدمت بلا شك مبادئ التسامح التي تتنافي مع الإرهاب.
إن محفوظ الحاصل علي جائزة نوبل في الأدب عام 8891 قد وافته المنية متأثرًا بفشل تنفسي وتوقف في عضلة القلب بعد أسابيع من المعاناة من جراء تدهور مفاجئ وسريع في حالته الصحية.
إن وصول كتابات نجيب محفوظ إلي العالمية وخاصة ثلاثيته الشهيرة وعمله الذي امتد علي مدي سبعة عقود كاملة ووضعه كعميد للأدب العربي الحديث والرواية العربية قد جعلت منه واحدًا من أعظم كتاب القرن الماضي.
وفي تصريح أدلي به وزير الثقافة المصري فاروق حسني لوكالة الأنباء الفرنسية قال: إن وفاة نجيب محفوظ هي خسارة كبيرة للعالم العربي وللعالم أجمع. إن أعماله قد تخطت حاجز المحيط القومي وسوف يمتد تأثيرها بلا شك إلي الأجيال المقبلة.
وفي برقية بعث بها وزير الثقافة الإسرائيلي أوفير باينز إلي نظيره المصري السيد فاروق حسني وصف الوزير محفوظ بالكاتب الكبير وأشاد بمساندته لعملية السلام مع إسرائيل الذي اضطر إلي دفع ثمنها غاليًا، في إشارة إلي محاولة الاغتيال التي تعرض لها في عقر داره.
من جانبه قال الملك عبدالله الثاني ملك الأردن في رسالة التعزية التي بعث بها بوفاة الكاتب الكبير ـ رحمه الله ـ قد خسرنا عقل مفكر عظيم وأحد أركان الأدب العربي.
وفي تصريح له قال وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينمر إن ألمانيا تقدم تعازيها في مفكر جليل وكاتب أعظم استخدم في كثير من الأحيان قوة الكلمات لإعلاء مبادئ العدالة، الحرية، الحب ورفاء الإنسانية. ومن جانبه قال أبو ضيوف، سكرتير عام منظمة الفرانكوفونية مقدمًا تعازيه لروائي مصر العظيم، أول شخصية عربية حاصلة علي جائزة نوبل في الأدب والشخص الوحيد إلي يومنا هذا الذي استطاع أن يجعل من كتبه ومعتقداته بصمة لا تُمحي في الحقيقة كل فنان في مصر كان يكن الاحترام لمحفوظ وتعددت خطابات التعازي من تلامذته، أصدقائه وأقرانه الكتاب الذين تأثروا كل التأثر بكتاباته.
قال صنع الله إبراهيم الذي يعد غالبًا أهم كاتب مصري في غياب محفوظ إلي وكالة الأنباء الفرنسية إنه يجب اعتبار محفوظ أستاذ الرواية العربية إذ إن كل رواية كتبها كانت تعد تجربة في حد ذاتها.
وأضاف أن محفوظ يعتبر بالنسبة للرواية العربية بمثابة هرم من أهرامات مصر الشامخة.
إن جميع الكتاب تعالت أصواتهم إعجابًا بمحفوظ الذي عرف عنه الالتزام الشديد ككاتب وقد بكوا جميعًا صديقًا عزيزًا ومصدرًا للإلهام لا مثيل له.
إن محفوظ كان كاتبًا ملتزمًا هكذا تحدث عنه الشاعر المصري جمال القصاص عندما سألته وكالة أنباء الشرق الأوسط وأضاف: إن محفوظ عاش حياته متفانيًا في خدمة بلاده.
وأضاف القصاص: إن عملية الكتابة عنده كانت تمتد لثلاث ساعات بعد العمل وكان يعاود الكتابة مرة أخري ليلاً وكان دومًا يتوقف في منتصف الليل.
والروائي محمد الياسطي قال: لا شك يعتبر محفوظ أهم روائي في العالم العربي وقد استحق جائزة نوبل عن جدارة. أما علي الصعيد الإنساني فقد كان إنسانًا بسيطًا وكان يتعامل بطيبة مع الناس.. نجيب محفوظ أحب الحياة وكانت الكتابة بالنسبة له والإبداع وسيلة لمحاربة النسيان والموت. قال ذلك يوسف القعيد وهو روائي وصديق مقرب للروائي الراحل.
أما يسري نصر الله فقد قدم تعازيه ببالغ الحزن والأسي كما أشاد بمحفوظ أثناء مهرجان أفلام فينيسيا قائلاً: لقد خسرنا محفوظ، وهو رجل كان يعتبر مثالاً احتذي به جيل بأكمله.. محفوظ الذي جعلنا نفهم مصر الحديثة.. ونصر الله الذي اختير ضمن لجنة تحكيم قسم «آفاق» في المهرجان قال أيضًا: محفوظ كان بمثابة مرشد حارب حتي النهاية ضيق أفق البعض في عالمنا العربي.