الحلقة السادسة
يوميات العجوز سين
استيقظ على صوت مؤذن الحي ينادي لصلاة الفجر فخرج من بيته بخطوات متثاقلة أتعبتها السنين.
دخل المسجد حيث يشعر براحة نفسية هنا.
ثم عاد أدراجه متأملا في الطريق الذي يراه يتغيير كما تتغير الوجوه.
سقا كل نباتاته المحببة وجلس يقلب الصحف وأخبار التلفاز وبرامجه.
سريعا يذهب تفكيره الى اولاده. يا ترى كيف يعيشون ولم لا يزورونه ولا حتى يتصلون للاستعلام عن حال أمهم التي أعياها المرض ويحترق قلبها لرؤيتهم.
يرمقها بنظرة عطف فهي الآن بالنسبة له رمز الاخلاص الأوحد والصديق الأوفى على طول الأيام.
يمشي في السوق ليتبادل أطراف الحديث مع الناس
تصدمه نعوة معلقة يلبس نظارته السميكة ليرى من؟
انه صديقه وتنزل دمعة حارقة على تجاعيد وجهه ويرى ورقة تسقط من احدى الأشجار.
يحدث نفسه انه خريف العمر ولم يبقى في الكرم سوى الحطب.
يعود الى بيته لم يعد يشعر بلذة الطعام بل بقساوته على أسنانه.
التلفاز رفيقه أيضا وهو يسمع كلمة وينام عن عشر.
حتى يقرر الذهاب الى سريره والنوم خوفا من أن تكون هذه هي الليلة الأخيرة.
.................................................. ................
صديقي الله .
لا أحسدك على معرفتك مصير كل منا .
لأنك قد تبكي على مصير حزين بينما صاحبه سهران يضحك.
وتعرف الفرح قبل وقوعه فلا ترى مثلنا لذة المفاجأة.
....