عزيزي fima
ردا على أدبك في السؤال ومعرفتك لمعنى كلمة حوار
فسأرد عليك أنت
هذه الآية موجودة في القرآن فعلا ولا إنكار لوجودها أبدا
ولكن نحن يجب أن نتفق أن نزع آية من وسط المضمون العام هو خطأ
وهذه القاعدة تنطبق أيضا على الكتاب المقدس فلو نزعنا آية من الكتاب المقدس دون مضمونها فبذلك من الممكن أن نجد لها الف معنى غير معناها الحقيقى
أليس كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نرجع للرد
الآية هي
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)(الاسراء:16)
يقول الله في الآية السابقة لهذه الآية مباشرة وهي
(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(الاسراء: من الآية15)
أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى فِي الْآيَة الَّتِي قَبْل أَنَّهُ لَمْ يُهْلِك الْقُرَى قَبْل اِبْتِعَاث الرُّسُل , لَا لِأَنَّهُ يَقْبُح مِنْهُ ذَلِكَ إِنْ فَعَلَ , وَلَكِنَّهُ وَعْد مِنْهُ , وَلَا خُلْف فِي وَعْده .
فيعد الله الناس أنه لن يعذب الناس حتى يبعث فيهم رسولا يأمرهم بالطاعة لله
ثم نأتي لتفسير الآية المقصودة
كلمة أمرنا فيها أراء كثيرة أهمها
1- وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَاتِ فَفَعَلُوا الْفَوَاحِش فَاسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَة
2- " أَمَرْنَا " قَرَأَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَأَبُو رَجَاء وَأَبُو الْعَالِيَة , وَالرَّبِيع وَمُجَاهِد وَالْحَسَن " أَمَّرْنَا " بِالتَّشْدِيدِ , وَهِيَ قِرَاءَة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ; أَيْ سَلَّطْنَا شِرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكْنَاهُمْ
3- " آمَرْنَا " بِالْمَدِّ وَالتَّخْفِيف , أَيْ أَكْثَرْنَا جَبَابِرَتهَا وَأُمَرَاءَهَا
4- فَقِيلَ مَعْنَاهُ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا أَمْرًا قَدَرِيًّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " أَتَاهَا أَمْرنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا " إِنَّ اللَّه لَا يَأْمُر بِالْفَحْشَاءِ قَالُوا مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَخَّرَهُمْ إِلَى فِعْل الْفَوَاحِش فَاسْتَحَقُّوا الْعَذَاب
ونرجع لآية أخرى تقول
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(النحل:90)
وأيضا آية أخرى تقول
( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(لأعراف: من الآية2

ومن هنا نفهم أن الله لا يأمرهم بفعل الفحشاء
بل يأمرهم بالطاعة ويرسل لهم الرسل فيعصوا الله ويتجبروا فيحق عليهم عذاب الله
وشكرا
