شهــادة من قـارئ

الأستاذ محمد سلماوي
«رئيس اتحاد الكتاب»
الكاتب والمفكر
تحية طيبة
وبعد في ليلة الخميس الموافقف 1979/11/17 وفي ركن داخل كازينو قصر النيل بناء علي موعد محدد داخل رسالة مكتوبة بخط يد أستاذنا الأديب العالمي نجيب محفوظ «رحمه الله» موجهة لي شخصيا بعقد جلسة خاصة بيني وبينه وكان عمري لا يتجاوز واحدا وعشرين عاما وبعد حوار امتد أكثر من ساعة انضم إلينا المرحوم الدكتور لويس عوض ولكنني انصرفت في الحال عائدا إلي مدينتي السويس.. وقد دار الحوار حول ثلاثة محاور: أولاً: عن معاناتي الشخصية بسبب اعتقالي في انتفاضة يناير 1977 حيث كنت وقتها طالبا في كلية الحقوق ـ جامعة المنصورة وكانت منذ سنتين وقت هذه المقابلة. ثانيا: أوضاع الوطن وأحوال المواطن المصري علي كافة المستويات الحياتية. ثالثا: عن الثقافة بوجه عام والإشادة منه بثقافتي في هذه السن الصغيرة وإلمامي بهذا الكم من المعلومات في المجال السياسي والاقتصادي في الشأن الداخلي والدولي وتمكني من الكتابة في هذين المجالين لحد الاحتراف، وقد قال لي حرفيا اكتب وأنا سأتولي النشر فقلت له ـ متجاوزا بعض الشيء ـ لا أملك ثمن قلم فضحك وأخرج من جيب بدلته السفاري قلم ماركة شيفر وأعطاني إياه وناولني مبلغ عشرين جنيها وقال هذا ثمن الورق. فإنني ألتمس لسيادتكم العذر لو اندهشت لماذا أكتب إليك؟، وفي هذا الوقت بالذات أقسم لكم بشرفي وأنا أعلم جيدا مدي الثقة والرابطة القوية التي كانت تجمعك بالأديب العالمي بل وصلت لحد المتحدث الرسمي عن كل أقواله وأفعاله حتي آخر يوم والمسئول أدبيا وفعليا عن كافة توصياته لتنفيذها، لذا رأيت أن أبعث لكم بهذه الشهادة وبالرسالة التي كتبها أديبنا الكبير بخط يده.
أخوكم
حسن علي حسين الحليلي
السيد الأخ حسن تحية طيبة وبعد
فقد قرأت رسالتك وأحزنني جدا ما جاء بها ولعلك لا تعلم أنه يصلني من أسبوع لأسبوع مثيلات لها مما يقطع بما يعانيه شعبنا الشريف الذكي من متاعب. ويزيد من حزني أنني لا أجد في إمكاناتي بطبيعة الحال حلا لها، وأظنك توافقني علي ذلك فالأديب أديب وليس مؤسسة ولا من الأثرياء، جعل الله من همتك ثروة تعينك علي بلواك. أما عن المقابلة فإني أجتمع مع أصدقاء من الأدباء مساء كل جمعة بكازينو قصر النيل ما بين 5.5إلي 7.5 فأهلاً بك في أي وقت تشاء في جلسة خاصة وشبه عامة.
ودمت للمخلص
نجيب محفوظ
1979/11/15
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|