( 14 )
ووجدتنى فى غابة سوداء (3) .. آلاف الكتب .
يا رحلة فى صحبة البومة والذئب .. وآوى .. وابن آوى !
والقرد والتمساح والجحش ، وذى القرنين والقرن الوحيد !
الحرف أنت . كما تكون يكون .. أى الناس أنت ؟ !
الحرف قديس - إذا ما كنت قديساً - وداعر ..
ان كنت بين الناس داعر !
يا غابة الأقلام .. ياسوق الضمائر !
- ما أنت أول فارس .. ما أنت آخر فارس ..
قد ضيعته الكُتْبُ ، ألقت فوق عينيه الغشاوة ،
فإذاك تخلط أى شَىء ..
بأى شىء !
واذا طواحين الهواء عمالقة ،
واذا قطيع الضأن جيش مقبل كالصاعقة ،
واذا الحظيرة قلعة، والطشت تاج من ذهب ،
واذا النعيق نفير الاستقبال . ( ها قد جاء كيخوت العظيم) !
يا للخديعه الكذب ..
يا أيها الآتون من بعدى الحذار ..
كل الحذار من الكُتُب !
( 15 )
- أنكون ..
ياترى أم لا نكون !
أمن الحكمة أن نحيا الحياة ..
كيفما كانت .. ونرضى حظنا ،
أم نخوض البحر فى هول الصراع ..
عزلا .. دون شراع ،
أم ترى الحكمة فى أن ننتحر ؟ !
يا دجى .. ياصمت .. يا .. يا .. ياجنون ..
أنكون ..
ياترى أم لانكون !
- يا سؤالا حائراً منذ قرون ،
هائما ليس يقر !
- أيها الهاتف من أنت ؟ !
- أنا بصقة قبر !
- أنا خفاش عجوز ،
يكره الضوء كما تكره أنت الظلمات ،
أيها الضارب فى التيه بليل ..
كيف فى التيه المفر ؟
يا صديقى .. خذ طريقى .. وانتحر !
- انتحر ؟ !
- راحة الراحات ، ترياق الألم ،
وخلاصات خلاصات الحكم ..
أنت لاتملك غير الكلمات ،
حيلة العاجز عن كل الحيل
( كلمات .. كلمات .. كلمات )
غُصْنُ صفصاف هزيل ..
أى عُكّاز وفى الدرب ملايين الحفر !
أوشك الديك يصيح ،
وسَرَتْ كالسم أنفاس الصباح ،
فوداعاً .. أو اذا شئت اختصر ..
وليكن وشْك لقاء !
- أيها الهاتف قف ..
أيها الهاتف قف ..
......................
أنكون ..
يا ترى ..
أم لا نكون !!
( 16 )
فتوى !
- أعطوا لقيصر ما لقيصر ،
وللاله ..
ما للاله !
- فما الذى تعطى لنا ؟ !
- ماذا تبقى عندكم ؟
- لم يبقى شىء ..
- فاهنأوا .. طوبى لكم !
( 17 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..!
صَلَّيْتُ فى الماخور كى أعرف أسرارَ الطهارة ،
وزنيت فى المحرابِ كى أسبر أغوار الدعارة ،
لكن شيئاً واحداً لم أقترفه .. هو اللواطة !
ياسيداتى معذرة ..
ان كنت قد جانبت آداب اللياقة .
أنا لست أعنى فتنة الغلمان .. ما كان " ابن هانىء " ..
فى الحق لوطيا .. ولكن اللواطة أن تقول ..
ما لاتريد ،
أو أن تريد ولا تقول !
قالوا قديما : ( لاتخف ان قلت ، واصمت لاتقل ..
ان خفت ) .. لكنى أقول :
الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف !
قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد ..
لو بعدها الطوفان قلها فى الوجوه بلا وجل :
" الملك عريان " .. ومن يفتى بما ليس الحقيقه ..
فليلقنى خلف الجبل !
انى هنالك منتظر ..
والعار للعميان قلبا أو بصر ،
وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر !