[االـــنووخـــذه]

هذه مبادرتي الشعرية الأولى في منتديات الأخوية الرائعة

وهي بعنوان :

أوراق خـريـفـيـّة


ربيع العمر يا فرحاً طغاه الخريف
أوراق ٌ تساقطت لتحكي قصّة الضعيف
تهاوت مع الريح لتنتثر على الرصيف
وفي أرجاء الحيّ يُسمع لها الحفيف
قد نُقش عليها حَـكَايا حُب ٍ عفيف
خُطت من قلب ٍ عاش في الحب شريف
فتطايرت الخطوط مع أوراق الخريف
وجمعها بات كعودة البصر للكفيف


فالورقة الأولى تحكي بداية الآلام
طفلاً هربت طفولته وضاعت منه الأحلام
راح ينشد سعادةً ويعطي أملاً لأوهام
عادت عليه بجرحٍ نُدبته طاولت الأيام
أرأيتم طفلاً من الناس كالكبار يُلام؟
فاللعب لأقرانه مباحٌ وعليه كان حرام

والثانية عِشقاً لعشّاق ٍ ليس من بينهم
ألِفَ حكايات الغرام وعانى من همهم
كان مأوىً لأسرارهم وحنوناً على دمعهم
وكم تمنى أن يُناجى قلبه ويكون مثلهم
تذكره الندبة أن ابتعد ولا تتمثل بهم
فليس من حقك الهوى ولكنّه من حقهم

وفي الثالثه كانت مع الثانية على نقيض
فتحدى ذاك الجرح وسمح للقلب أن يفيض
فعرف قلباً رآى فيه عذب ماءٍ بضيض
فعانق قلبه وكأنه طبيب ٌ يشفي المريض
وسار القلبان على خطٍ من الحب عريض
فسطع نور الوشاة يرسل بينهم الوميض
ليعود كسيراً يحمل جرحاً جديداً بغيض

والرابعة هي الشعور الفارغ الساكن
والنهار كما ليلٍ ماطرٍ أسودَ داكن
و دنياه سيّان فيها الراحل والقاطن
تراه بحالٍ يضحك ويوماً للهـّم باق ٍ
نال منه الدهر والمفرق للمشيب ذاعن
يتهامس فيه الرفاق ولم يكن لهم صاغ ٍ

والخامسة تطايرت على الرصيف كغيرها
جرى مع الريح والتقطها من أرضها
علّق عليها أمنية ثم احتفظ بها
أملاً لفرحٍ رسمه ما بين سطورها
أو تُنسيه أوراقاً تناثرت قبلها
فتُغيّر من حاله لمُرتَـقىً ، لعلّها


أيا عامل الطريق أبعد تلك الأوراق
لحفيفها صدىً يبعث في قلبه الإرهاق
أربعٌ في الذاكرة يعطين الروح إزهاق
تَراه لنظافة الرصيف في نفسه توّاق
ليعيش مع الخامسةِ أمَلاً أعطاه ميثاق
سيبقى على الميثاق ناظراً مِصداق
لله درّه ما كان لعهده أفـّاق

ملاحظة : هذه القصيدة موثقة في مكتبة الكويت الوطنية قسم الحماية الفكرية

فالرجاء ممن أراد أن ينقلها أن ينقلها بإسمي ( محمد حمد )