عرض مشاركة واحدة
قديم 27/12/2007   #6
شب و شيخ الشباب شب الكوبة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ شب الكوبة
شب الكوبة is offline
 
نورنا ب:
May 2007
المطرح:
S y r i a n C o a s t
مشاركات:
493

افتراضي


لم يكن عبثاً قول بولس أن في كل منصف شيعياً ، فالإنصاف وحده دعاه ليقيّم أحداث الساعات الأولى بعد وفاة الرسول الأعظم صل الله عليه وآله ، فنفس محمد كان يبكيه ويجهزه مع ثلة من أوفى الناس ، والآخرون في السقيفة ..



وتوالت تحت السقيفة أحداث .. أثارت كوامناً وميولا

تارة تطلع الزعازع غرباً .. وتهبّ النكباء حيناً قبولاً

وانجلت عن ضياع حق وليّ .. كان إلا عن حزنه مشغولا



كانت حادثة السقيفة انطلاقة أخرى ومنعرجاً هاماً في التاريخ الإسلامي ،جرت على الأمة ما جرت من ويلات ، كان لآل محمد منها النصيب الأوفر ، ولشيعتهم باقي النصيب ، حيل بين علي وتسنم المنصب الإلهي الذي نصت عليه الآية ((إنما وليكم الله ..)) فبإجماع المسلمين أن هذه الآية نزلت في حق علي ، واتخاذها درباً ليس قائد المسير فيه علي ، يبين الحالة التي أعقبت السقيفة ، حالة من إنكار الحق العلوي تأتت من إنكار الحقائق القرآنية التي نصت في غير موضع على إمامة علي ..

ودعت الدنيا أياماً كثيرة ، وعليُ لما يُنصر وحقه لمّا يُرد .. لم يعتزل عليُ الحياة العامة بل سعى لمعايشة الوضع القائم عبر تسديد ما كان الخلفاء يقومون به في إشارة لفضيل علمه الذي زقه إياه رسول الله زقاً ..



على أعتاب منتصف العقد الرابع الهجري سرت في أوصال الأمة رعشةٌ أفضى إليها سوء الحال الذي عم كل أرجاء الدولة بسبب تصرفات الولاة والحكام الذين شهد لهم التاريخ أنهم ألد أعداء الإسلام وأول من أكل على مائدة الخلافة !!

فانتفضت كمن أفاق من غيبوبة ليروي ظمأ السنين ، وماكان إلا علي ..



أيام طوال بين رحيل محمد ومجيء علي ، في حساب التاريخ كانت طويلة أما في حساب الحق فهي لم تكن ، كأنما التاريخ استئنف المسير بعد توقف انحرفت فيه صفحاته ليُدون بيراع آخر ، غير ما أراد محمد ..

كانت تلك السنين كافية جداً لتنبعث في الصدور مواريث الجاهلية ويعتري وجه الإسلام ملامحُ قبيحة ، فالترف الذي عاشه بعض كبار رجالات الدولة المحمدية حطم حقيقة الإسلام في صدور الكثيرين ، فبينما تأن أكباد الفقراء ، كان مروان بن الحكم وأشباهه يسرحون ويمرحون يرتقون صدور العباد ليتربعوا عليها ويأكلوا حتى الشبع وأكثر ..



يصور بولس تلك الحالة بقوله :

وسرت في النفوس موجة إعجاب .. بدنيا تبرجت أعيادا

فتراءى سرابها بحر خصب .. وتراءى أنينها إنشادا



لأنه علي ، وعليٌ قاتل العرب كما وصموه إذ صرّع أشياع الكفر تحركت في الصدور أحقاد بدر وأحد وأحقادٌ أخرى فبدأت مرحلة أخرى من التاريخ كان أبطالها الطلقاء وأبناءهم وأشياع الجاهلية وعتاة بني أمية ..



بدأت أول حروب الحق المحمدي العلوي قبالة الزيغ والضلال عن درب محمد فكانت حرب الجمل ، لم يكن علي يستمرىء أن يبدأ القوم بقتال فوقف كمن يرمي بصره في دنيا الغيب ، أتُرى يفيق هؤلاء ..



وقف القائد الأمير كئيباً .. كوقوف الولهان بالأطلال

ذو الفقار المجيد عضيباً ولكن .. ودّه أن يجول غير مجال

قال لا تبدءوا العدو بحرب .. علّ فيهم إفاقة من ضلال

وإذا بالسهام من ضفة الأعداء .. تهمي تدفق الشلال



حينها فقط قاتلهم علي بسيف يستلهم القوة من نور الحق الذي زرعه النبي في نفس علي وانتصر علي بسيفه الذي لطالما صلى على أجساد المشركين وسجد شكراً لباريه ..

لــــــــــــــــــــــكل انســـــــــــــــــــــان في هذا العالم وطنـــــان وطنه الأم و ســـــــــــــــــــوريا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03215 seconds with 10 queries