سفر
بيْننا، يَتَغَير لون الشجرْ
يتوغل طير المسافات في بحرِ هدأتِهِ
عالقا بالخيوطِ التي تتقاطع في خضرة السهلِ
أو تتوازي
ويتصل البحر بالليل، ينقص وجه القمرْ!
زمن من مطرْ
من رذاذي رتيبي
يسح بغير انقطاعي
أفي الليل، أم في النهارِ
تجري، كان هذا السفرْ؟!
مدن للعبورِ فحسب
وأرصفة للصدى المعدني
وفي المدنِ الهامشيةِ ما يوقظ الذكرياتِ
وبين القرى ومدافنها شبَهَ
ثَمٌ في العشبِ درب
ومتسع لمرور الرياحِ
وبين القرى ومدافنها ينفذ الضوء في ورق الشجراتِ
ولا يتجسد!
بينهما شهوة غير مرئية
لفحة من بياض الطلاءِ الذي يتردد بين البيوتِ
وبين المقابرِ
مرتجفا في مياه النهَرْ!
التفاصيل تفقد أسماءَها الآنَ
واللحظات التي سرقتني انتهت
والذي كان يفصل ما بيننا يختفي
مثلَ نافورة سكتَتْ
ثم نبقي علي الطرفْينِ يواجه كل أخاه ولا يتقدم
يا أيهذا الجمال ج الذي ظل محتفظا بالصبا
أيهذا الجمال الذي ظل محتميا بالحجرْ!
29/5/1977