إلي الرسام عدلي رزق الله
قطرتانِ من الصحوِ
في قطرتينِ من الظلْ
في قطرة من ندي
قل هو اللون!
في البدء كانَ
وسوف يكون غدا
فاجرح السطحَ
إن غدا مفعَم
ولسوف يسيل الدم!
سنغني لكم أيها السادة الغرباء
غناء رتيبا
على وتري مفردي يتردد بين مداريْهِ
كالقمر العربيٌ
هو الأبيض الأسود، اللؤلؤ المعتم
سنغني أغانيَنا الخضر
لكننا سنفاجئكم بقنابَل موقوتة
كان أسلافنا خبَأوها مع الخبزِ والخمرِ
في خشب المومياتْ
لكي تتفجرَ في غرف الدفْنِ
حين تحين مواعيد عودتهم للحياةْ
وردة أم فمج
هذه الورقات التي تسمح الآنَ صدري
وقبرة تتنفس تحت الأصابعِ
أم برعم
نَهدها؟
قطرتان من الصحوِ
في قطرتين من الظلْ
في قطرة من ندي
هكذا يزرعون البيوتَ
فتكبر مثلَ الكرنبِ
أليس سوي الأخضرِ الطّحلبي
أو الأصفر المعدنيٌ؟
تعالوا نلونْ كما نشتهي هذه الأرضَ
أو نشعلِ النارَ فيها
كما يشعلون الصواريخَ في ليلةِ المولدِ النبوي
فتحملنا وتطير
وتسقطنا مَطرا قزحيا
وتزرعنا شجرا موقدا
ها هو الهرم
رَحِم
فتعالوا نولده ولَدَا!
قطرتان من الصحوِ
في قطرتين من الظل
في قطرة من ندي
تركب الريشة الريحَ في أثَر اللونِ
تلقطه شذرةَ شذرةَ
من مسامير أحذيةِ الجندِ
من رهَجِ الذكرياتِ السحيقة
تدخل في إثره بطنَ أرزْةِ لبنانَ
تشتفّ نطفته المستكنَّةَ نَسْغا فَنَسْغا
وتجمع أشلاءَه حزمة حزمة
ثم تدعوه أن يتنفسَ
لكن سدى!
إن لونا هنا ينقص اللونَ
كي يتنفسَ
لون كَحب اللقاحِ الذي لا يجري
كالأوز الذي غاب في زَبَدِ الأفقِ
قل إنه الطين
فلينظر الطين مِم خلقناه!
قل هو ماء
وما هو ماء، ولكن دمج
نخلة أنتِ
أم سلم
وأنا خنجر طالع
أم هلال تحدرَ بين الترائبِ
حتى اختفي في الذوائبِ
ثم بدا
جسدا
وارتدي جسدا!
قل هو اللون
اي البدءِ كانَ
وسوف يكون غدا
فاجرح السطحَ
إن غدا مفعم
ولسوفَ يسيل الدم
5 يناير 1977
***