مرثية لاعب سيرك
في العالم المملوءِ أخطاءَ
مطالب وحدكَ ألا تخطئا
لأن جسمكَ النحيلْ
لو مَرة أسرعَ أو أبطأَ
هوي، وغطي الأرضَ أشلاءَ!
في أيٌِ ليلة تجري يقبع ذلك الخطأ
في هذه الليلة! أو في غيرها من الليال
حين يغيض في مصابيح المكان نورجها وتنطفئ
ويسحب الناسج صياحَهم،
علي مقدمِك المفروش أضواءَ!
حين تلوح مثلَ فارسي يجيل الطرْفَ في مدينته
مودعا. يطلب وجد الناسِ، في صمتي نبيل
ثم تسير نحو أوٌلِ الحبال،
مستقيما مومِئا
وهم يدقون علي إيقاع خطوِك الطبول
ويملأون الملعبَ الواسعَ ضوضاءَ
ثم يقولون: ابتدئ!
في أي ليلة تجري يقبع ذلك الخطأ!
حين يصير الجسم نهبَ الخوفِ والمغامرة
وتصبح الأقدام والأذرع أحياءَ
تمتد وحدها
وتستعيد من قاع المنون نفسَهَا
كأنَّ حيات تلوتْ،
قططا توحَّشت، سوداءَ بيضاءَ
تعاركتْ وافترقتْ علي محيطِ الدائرة
وأنت تبدي فنَّك المرعبَ الاءَ وألاءَ
تستوقف الناس َ أمامَ اللحظة المدمرة
وأنت في منازل الموت تَلجّج عابثا مجترئا
وأنت تفلت الحبالَ للحيال
تركتَ ملجأ، وما أدركتَ بعد ملجأَ
فيجمد الرعب على الوجوه لذة، وإشفاقا وإصغاءَ
حتى تعود مستقرا هادئا
ترفع كفيك على رأ' الملأ
في أي ليلة تجري يقبع ذلك الخطأ!
ممددا تحتك في الظلمةِ،
يجترٌ انتظارَه الثقيل
كأنه الوحش الخرافي الذي ما روضت كفّج بشر
فهو جميل!
كأنَه الطاووس
جذاب كأفعى،
ورشيق كالنِمر!
وهو جليل!
كالأسد الهادئ ساعةَ ال
خطر
وهو مخاتل
تل، فيبدو نائما
بينا يجعد نفسه لوثبة المستعرة
وهو خفي لا يري
لكنه تحتك يعلك الحجر
منتظرا سقطتكَ المنتظرة
في لحظتي تغفل فيها عن حساب الخطوِ
أو تفقد فيها حكمةَ المبادرة
إذ تعرض الذكري!
تغطي عريَها المفاجئا
وحيدة معتذرة
أو يقف الزهو على رأسكَ طيرا،
شاربا ممتلئا!
منتشيا بالصمتِ، مذهولا عن الأرجوحةِ المنحدرة
حين تدور الدائرة!
تنبض تحتك الحبال مثلما أنبض َ رامي وترَه
تنغرس الصرخة في الليل،
كما طوح لصّ خنجره
حين تدور الدائرة!
يرتبك الضوء علي الجسمِ المهيضِ المرتطم
علي الذراع المتهدل الكسيرِ والقدم
وتبتسم!
كأنَّما عرفتَ أشياء
وصدقتَ النبأْ!
1966
***