مناهج المدرسة المستنصرية:
.
---------------------------
وقد عنيت هذه المدرسة العظيمة بدراسة
علوم القرآن والسنة النبوية والفقه
والطب وعلوم الحيوان
والرياضيات
والعلوم العقلية : علم المنطق والكلام
وعلوم اللغة العربية
على نحو لم يسبق من قبل،
و جمع الخليفة المذاهب الفقهية الأربعة وعلوم القرآن والسنة النبوية وعلم الطب والعربية والرياضيات والفرائض وجعلها في مكان واحد تتألف من أبنية متعددة أطلق عليها اسم المستنصرية، وكان قبل ذلك تبنى مدارس مستقلة لكل فرع من تلك الفروع؛ فيدرس الطب في مدارس مستقلة به بعيدًا عن مدارس الحديث، التي هي الأخرى مستقلة عن دور القرآن..
فالمستنصر لم يكن يهدف من وراء هذه المدرسة أن ينشئ مدرسة عادية بل جامعة دراسية متكاملة تخدم معظم نواحي العلوم المختلفة
وربما يفاجأ مثقفو العالم، وهم يشاهدون النار تأكل الكتب والتراث الثقافي والعلمي والأدبي العراقي، إذا علموا أن بين أروقة المدرسة المستنصرية ومكتبها اخترعت قراءة وكتابة مكفوفي البصر، أي سبقت باريس وعالمها (بريل) بسبعمائة عاماً،
والمخترع هو مدرس المدرسة والمقيم فيها الكفيف زَين الدين علي بن أحمد الآمدي (ت 714هـ). كان ذلك في زمن السلطان المغولي غازان خان (ت). وطريقته نقلها المحقق ميخائيل عواد في كتابه «صور مشرقة من حضارة بغداد»، وصاحب «الأعلام» خير الدين الزركلي من كتاب «نَكت الِهميان في نُكت العميان»: كان إذا اشترى كتاباً أخذ قطعة ورق خفيفة، وفتل منها فتيلة صغيرة، وجعلها حرفاً على حساب الحروف، ثم يقرأها باللمس