لم أفارقك أبداً .. لأعود
يُمزِّقُ صوتي صمتَ الليل. يَجتاز سكونه ويسافر إليك.
تَخترق لهفتي الخوفَ والرّعبَ والدّمار، وتهرعُ ركضاً الى عينيك بحثاً عن زاوية أمان.
أتلفَّعُ بِما يدفئُ بقايا الجسد، وأشرّع القلب لجميع العواصف.
غريب كيف انهار تاريخٌ من الوحدة.
غريب كيف زالت معالم جغرافيا بأكملها أمام عظمة ما وصلنا إليه... ما وصل الينا.
***
- "لا تتأخّري"!!
ومن أين أستعير ثواني لا تسكنها كي أتأخّر؟
كيف أسترجع شمساً لم تشرق علينا، وأراقب شروقاً جديداً لا يحملني إليك، و...أتأخّر؟؟
من أين آتي بتاريخٍ لم تكتبه أنت فأحيا تاريخاً يبحث عنك، و... أتأخّر؟؟؟
- "لا تتأخّري"!!
أَغمضْ عينيكَ تَجدْني لم أفارقك أبداً... لأعود.
***
ثانيةً، ثانية، أحيا وقتاً مسلوباً من زمن مسلوب الثواني.
نَفَساً، نَفَسا، أسرق بقايا أنفاسٍ من حياة كانت منقطعة النَّفَس.
قطرةً، قطرة، أرتوي من ينبوع جفّت مياهه فحفَرْتُهُ برموشي بحثاً عن دمعةٍ عين منسيّة. لحظاتي معكَ أَحياها مضاعَفَةً، وإليكَ أقدّمها آلاف المرّات ثوانيَ وأنفاساً ودموعَ فرح لم تَذُقْها عين.