19/12/2007
|
#21
|
مشرف متقاعد
نورنا ب: |
May 2006 |
مشاركات: |
3,276 |
|
كان جنديّاً فصار تمثالاً
تتحوّل أذناي إلى فمٍ يتضوّر جوعاً لتلقّف كلمة منك تشبع جوعهما الأبدي إلى حنانك الغائب وراء حدود الوقت.
الوقت؟؟؟
جندي يمارس قوانين السِّلم في زمن الحرب.
***
بالأمس القريب خسر الجندي معركته في ساحة النّوم، اليوم يقف مشدوهاً في ساحة لا معركة فيها.
لم يعد يفهم شيئاً، لا كيف اندلعت الحرب ولا متى أعلن انتهاؤها.
هو ببساطة يقف في الساحة فارغ النظرات، دامع العينين، خالٍ من أي إحساس.
كانت حرباً وساحة معركة فصارت ساحة خالية إلاّ من الذكريات.
كان جندياً فصار تمثالاً.
***
أَقتَرِب، خطوات قليلة بعد وأكون على نفس الأرض.
أَقْتَرِبْ، أنفاس معدودة بعد وأتنفّس الهواء نفسه.
كم يكبر الحزن حين نكون في المكان الواحد دون أن نكون.
***
ها أنا في الجهة المقابلة محمّلة بجذور شوقي إلى عطش الجهات المهجورة.
أعبر الجسر الممتدّ بيني وبين مملكة الأحزان فأجدني لم أغادرها أبداً.
***
أقرأها، أستعيدها، كانت لها صارت لي وغداً ؟.
عجيب كيف تحمل الكلمات نبض الحبّ إلى كلّ الحبيبات.
أعيد القراءة وأعرف أنني آخر حبيبة، فاقفل قلبك على قلم لن يكتب "بصدق" إلاّ لــــي.
***
محمّلة بكلّ حزن اليوم تتنقّل أناملي على أطراف جماد حمل لي بالأمس كلّ الفرح.
بكلّ شوق اليوم ووحدته تتنقّل عيناي بين أحرف حملت زحمة الأمس واشتياقه.
يا لغيابك كيف أعاد الأشياء وأعادني إلى عالم الجماد.
***
أمام ألم غيابك عني صار الموت يبدو رحلة سعيدة.
تحت وطأة ألم رحيلك صار ألم العمر مجتمعاً أشبه بابتسامة طفل استعاد أحضان أمّه.
رحيل وغياب كلمتان جئت تطبِّقهما في حياتي دستوراً لا تعديل فيه.
يا لقسوة حنانك!!!
|
|
|