عزيزي ناقل المقالة , تحية طيبة :
تقول ان المقالة تتحدث عن الإعجاز الطبي . لنرى الآن إذا كان ما ذكر في القرآن يمت لما ورد في التفاسير المذكورة أعلاه :
- يقول الله تعالى ذكره في سورة القيامة آية [1-4]: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ * أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}، لقد أثارت الإشارة في الآيات الكريمة من سورة القيامة انتباه المفسرين ودهشتهم حيث أقسم الله تعالى باليوم الآخر وبالنفس الباقية على فطرتها التي تلوم صاحبها على كل معصية أو تقصير، لقد أقسم الله تعالى بهما على شيء عظيم يعدّ الركن الثاني من أركان العقيدة الإسلامية ألا وهو الإيمان ببعث الإنسان بعد موته وجمع عظامه استعداداً للحساب والجزاء، ثم بعد أن أقسم الله تعالى على ذلك بين أن ذلك ليس مستحيلاً عليه لأن من كان قادراً على تسوية بنان الإنسان هو قادر أيضاً على جمع عظامه وإعادة الحياة إليها. ولكن الشيء المستغرب لأول نظرة تأمل في هذا القسم هو القدرة على تسوية البنان، والبنان جزء صغير من تكوين الإنسان، لا يدل بالضرورة على القدرة على إحياء العظام وهي رميم، لأن القدرة على خلق الجزء لا تستلزم بالضرورة القدرة على خلق الكل.
أرى الكلام لا روابط منطقية فيه من جهة , ومن جهة أخرى ما علاقة الطب بالموضوع :
فالسورة كما تقول تبين كيف أن الله يقدر حتى على جمع أدق تفاصيل الإنسان ومنها بنانه وإعادته للحياة , وذلك في رد على افتراءات المشركين بعدم إمكانية البعث والقيامة . وتتعجب من الإشارة إلى البنان !
طيب ما الغريب في أن يقول القرآن أن الله قادر أن يعيد الإنسان الميت والمتحلل كما كان تماماً ما دام المسلمون يؤمنون بأن الله خلق الإنسان من نطفة و كوّنه . أفليس الذي خلقه أول مرة من العدم قادر أن يعيده كما كان من العدم أيضاً ؟ وهذا ينطبق على كل البشر . ليس في هذا عجيب
أما لماذا البنان تحديداً فما هو الرابط بين الإشارة للبنان في الآية وبين تنوع البصمات ودقتها ؟ لا يوجد رابط منطقي
لذلك الإشارة للبنان تفيد غالباً بأن الله قادر على إعادة بعث الناس بكامل تفاصيلهم مهما صغرت .
نقول مثلاً عن أمر أنه تافه لدرجة أنه " لا يساوي ظفرك " والظفر هنا إشارة لانعدام أهمية الأمر وهو كناية لأن الظفر يمكنك قصه وإلقاؤه ببساطة والأمر التافه دعه ببساطة ايضاً .
وهنا نفس الشيء ولم أرَ داعياً لهذا التعجيز .
أما إن أردت او ارادت الآية ان تقول ان الله يعيد تكوين البشر بكل تفاصيلهم فهذا ليس فيه إعجاز لأن كل الديانات السماوية تؤمن بوضوح بذلك . فهو الخالق وله القدرة على اعادة الخلق .
بعد أن أنكر كفار قريش البعث يوم القيامة وأنه كيف لله أن يجمع عظام الميت، رد عليهم رب العزة بأنه ليس قادر على جمع عظامه فقط بل حتى على خلق وتسوية بنانه، هذا الجزء الدقيق الذي يعرّف عن صاحبه والذي يميز كل إنسان عن الآخر مهما حصل له من الحوادث. وهذا ما دلت عليه الكشوف والتجارب العلمية منذ أواخر القرن التاسع عشر.
ما علاقة هذا بذاك , وهل فهم الكفار شيئاً مما قلت ؟
وإذا قصدت انه ينفع كفار اليوم . فسأقول لك شيئاً طبياً : البصمات في السنوات الأخيرة تشير الدراسات أن إمكانية تشابهها الكبير إلى الحد الذي لا يمكن للعلم الجنائي تمييزها محتمل ( انتبه محتمل ) , ولكن الذي لا يتشابه بكل تأكيد وجزم هو الحامض النووي الموجود في مورثات البشر والمسماة كروموزومات . وهذا هو الدليل حالياً في الدول المتقدمة والتي لا تعتمد في تطورها على الإعجاز القرآني . فلماذا لم يشر القرآن إلى الحامض النووي بشيء ما ؟؟؟
وهناك أمرُ لا تنساه ان البصمات تتشابه حتماً لدى التوائم الحقيقية . يعني لقاعدتك استثناء
والإستثناء يضعف الحجة
بل وقد يبطلها
أما فيما يختص بخلق الإنسان فالعرب كانوا يعلمون كيف أن الجماع بين الرجل والمرأة في زمن محدد من عادتها ينتج عنه حمل مؤكد إذا كان المتزاوجان طبيعيين , وكانوا يرون المني ويعرفونه ويعرفون أنه سبب حدوث الحمل , وسموه بالنطفة .. ثم أن التسميات تتالت علقة ومضغة وهل تعلم لماذا ؟
هل شاهدت مرة إمراة اسقطت جنينها ؟ العرب رأوا حتماً وعرفوا إسقاطات بكافة الأعمار وبالتالي ما في الرحم غير خاف عليهم .
أما مسألة تكون العظام والعضلات فبغض النظر عن دقتها , انظر لأي كائن حي معروف ترى اللحم فوق العظم . وبديهي ان تقول كسونا العظام لحماً
ثم مسألة عدم معرفة ما في الأرحام في فترة معينة من الحمل فهذا قد يكون مؤقتاً . لأنه قبل الإيكو من كان يتصور أن يأتي يوم يستطيع الطبيب فيه أن يعرف ما في الرحم بدقة قد تصل بحسب خبرة الفاحص الى 90 بالمئة ؟ ولهذا البحث متواصل وحتماً سيأتي يوم يغدو فيه ما هو اليوم مستحيل , يغدو معروفاً
فالحجة والنظرية ضعيفة ولو أصابت قليلاً
ثم أن العرب اطلقو على مراحل تطور الجنين هذه الأسماء الواردة في القرآن . أي الإنسان سماها بما يريد وليس اسمها هكذا لوحدها .
فباللغة الأجنبية النطفة sperma أما المني فهو semen والقرآن لم يفرق فاعتبر النطفة هو المني
أو على الأقل المفسرين فعلوا هذا . يعني تشابيه ضعيفة و غير تعجيزية .
السؤال الآن المهم جداً :
لو كانت هذه الحقائق وغيرها برأيكم من العلوم موجودة في القرآن كما تدعون , لماذا يخفيها الله عنكم وانتم امته التي هي خير أمة أخرجت للناس ؟ ولماذا يظهرها لغيركم ومن ثم تأتون فيجلس شيوخكم مع أساتذة الجامعات ليقولوا لهم هذا لدينا وذاك مكتوب عندنا ؟
هل سألت نفسك يوماً : ما الذي يفهمه هذا الشيخ وذاك الخطيب في علوم هذه العصور ليجد لها مقابلاص في القرآن , ولكن بعد اكتشافها من قبل الكافرين ؟ أليس هذا انتقاصاً للأمة من قبل خالقها ورافع شأنها ؟
هل تساءلت يوماً : لماذا لم يكتشف مسلم متدين وباحث في القرآن حتى تفاصيل تركيب الحروف أياً من الاكتشافات العلمية الحديثة؟ غريبة بعض الشيء أليس كذلك ؟ اكتشاف واحد يتيم لا أكثر .
ثم كيف يجده مخفياً في القرآن سبحان الله بعد أن يكتشفه العالم المتحضر ؟
لماذا لم يكتشف المسلمون أو لنقل لماذا لم يستطيعوا تطوير مركبة فضائية ولا حتى مركبة ارضية ؟
لماذا لم يكتشفوا ما في المجرة من نجوم وأسرار
لماذا لم يقولوا بأسرار الأمراض وعلاجاتها قبل الآخرين ؟
لماذا لا يجدون دواء للأيدز والسرطان من القرآن ؟
سأريحك وأجيب : الأمم المتحضرة تبحث وتعمل بعقلها , لا تمسك بكتاب منزل وتبحث عن الحلول فيه , فالكتب المنزلة للعبادة . ولكن العقل هو من يكتشف و يطور ويخترع .
سيبقى العالم يتقدم ونحن في مكاننا وكلما ظهر شيء جديد قلنا انظروا نحن نعرفه منذ اربعة عشر قرناً ولكن لم نقل لكم , قد نزل مع القرآن !
أليست هذه آخر درجات السخرية ؟
وقبل ان اودعك واعتذر عن غزعاجك بكلامي وانت لم تزعج أحداً بمداخلتك , سأقول : هناك الكثير الكثير مما هو اليوم صحيح ويبدو انه سيكون كذلك . لكن غداً كثير من القضايا المسلّم اليوم بصحتها قد تصبح خطأ مئة بالمئة .
تخيل معي بعد خمسين عاماً جهاز يكشف جنس الجنين بعد يوم أو يومين من الإلقاح ماذا سيكون تفسير القرآن وابن كثير لهذا ؟ سيقولون في قبورهم لا حول ولا قوة إلا بالله ؟؟؟
استيقظوا وساهموا في الحضارة قبل ان يتقيأ العالم بلداننا التي لا تستطيع حتى اللحاق بذنب التطور .
والسلام عليك
|