عرض مشاركة واحدة
قديم 18/12/2007   #11
شب و شيخ الشباب ارسلان
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ ارسلان
ارسلان is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
حيث أجدني
مشاركات:
3,170

إرسال خطاب ICQ إلى ارسلان إرسال خطاب AIM إلى ارسلان إرسال خطاب Yahoo إلى ارسلان
افتراضي قصيدة جديدة للشاعر الكبير " لأحمد دحبور"


ولد ينقصه بلد
خذيه إلى مستقر له في الجوارْ
خذيه فقد دار في الأرض حتى الدوارْ
وآن له أن يظن الوصول على خطوتينْ
فيفتح باباً يؤدي إلى ما ترينْ
خذيه بما هو، أو كيفما هو،
تنقصه نفسُهُ
ويا لك نفساً تغرِّبُ في ليلتينْ
وما من نهارْ
له جرس في الخلايا يرنُّ،
فيفتح أبوابَ حيفا له يأسُهُ
وحيفاه تصلح للعالمين،
"وما كان يصلح إلا لها"
فغربتُهُ فيه حتى يعود،
ولو رضي الأرضَ عنها بديلاً،
"لأخرجت الأرض أثقالها"
وهذا الذي، كلما شقشق الضوء تشربه كأسُهُ
أتى من غد وتساءل: هل فاته أمسُهُ؟
فغادر منفاه، لا ليعود،
ولكن ليصبح ذا منفيينْ
يطوف عواصمَ تِلْو قرى،
ومدائن ليست ببال الخريطةِ،
لا أصدقاء يدوم لهم،
لا، ولا عتبات، ولا بين بينْ
سيسأل بعد اشتعال الأسى بالمشيب
عن الهجرة التالية
وتسأله الهجرة التالية:
- إلى أينَ؟
- بعد الوصول إلى الآن لم يبقَ أينْ
- أما زلتَ في الأرض تضربُ؟
- لا تغرب الشمس عن كرملٍ مشرقٍ في دمي،
فيا لك من ولد وجهه في يديه،
وينقصه وجه حيفا،
ومن نَقَصتْه مدينته،
فهو خارج هذا النهار،
وخارج هذا الجدار،
وخارج ما جاء في كتب الروايةْ
وما الهجرة التاليةْ؟
أنا الهجرة التاليةْ
لعليَ غرَّبت في البحرِ،
شرَّقتُ في البرِّ،
واختار لي تعبي لؤلؤاً من شفيف المحارْ
ولكنّ كفيَّ فارغتان.
فماذا سيفعل مثلي بكفين فارغتينْ؟

ــ على أن هذى المدينة داركَ،
وهي اختياري وأحسنتُ فيما أرى الاختيارْ
ولم ترَ، من قبلُ، رؤياي عينْ
جداراً يفلُّ نهاراً،
وأسراً يؤثث قبراً،
ــ على أن هذي المدينة في الأسر،
تلطم سجانها بالقيود،
وتنعم بالحُسنيينْ
ــ وكانت لنا فانتحرنا،
أليس الذي بيننا الآن محض انتحارْ؟
كأن العدو عدوُّ سوانا
كأنا هدمنا المكان الذي قد بنانا
لنسقط في الأسر ثانيةً،
لا كتاب لنا والعدو يغلفنا بالجدارْ
ولسنا كتاباً ولكنه ملَّح البحر حتى أذل المصافي،
وصبَّ لنا ملحه في الجرارْ
أهذا حصارْ؟
أم الأخوان بما اقتتلا يصنعان الحصارْ؟
إذن، فخذيه إلى أبعد الغربتْين
إلى مستقر له في الجوارْ
لقد تعب المعدن البشري وأوشك هذا القطارْ .... !
فهل قلتِ آن له أن يلوِّحَ؟
منديله من قميص الشقيق الشهيد،
كيف يودّع ؟ وهو الذي عندما عاد لم يأت ضيفاً؟
لقد كان تنقصه نفسُهُ،
وإذ كفَّ عن ألم فهو ينقص حيفا
خذيه إلى نفسه ... فهي حيفا

غزة ــ الأربعاء 12/12/2007


****

جرائم حماس على صفيح ساخن
http://hamasgaza.wordpress.com/
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02425 seconds with 11 queries