اقتباس:
كاتب النص الأصلي : محمد ابراهيم
12 كانون اول 1859 بعد صدور كتاب اصل الانواع بشهر واحد ارسل انجلز لماركس رسالة يقول فيها صديقي الحبيب ماركس الكتاب الذي اقرؤه الان لداروين راائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
ورد ماركس بالرسالة التالية : منذ اسابيع وانا اقرأ كتاب داروين ، هذا هو الكتاب الذي يحتوي على رأينا في اصل الطبيعة وتاريخها .
اما اعن الاهداء ,فقد اهدى ماركس لداروين نسخة من كتابه راس المال وكتب عليها من اشد معجبينك ماركس .
انما على كل حال انا افضل الفصل بين الشيوعية وفرضيات داروين بالنسبة للتطور
حيث ان الشيوعية هو فكر سياسي واقتصادي واجتماعي انما التطور فرضيات تخص علم الاحياء .
بمعنى اخر فكر ماركس وانجلس هو نوع من الافكار والفلسفات .
أما فرضيات التطور لايمكن قبولها الا اذا ثبت صحتها . حيث ان كل بحث علمي يكون مبني على فرضيات . اما ان يثبت صحتها الباحث بعد اجرء دراسته او يثبت عدم صحتها ,حيث أن داروين اكتفى بمرحلة وضع فرضيات البحث فان العلماء من بعده اجتهدوا في محاولات اثبات صحة الفرضيات او عدمها .
ونستطيع الان بفضل تقدم العلم كثيرا جدا جدا عن ما كان عليه في عام 1859 أن ندرك ان هذه الفرضيات جميعها خاطئة وفق اثباتات علمية تمكن منها العلماء بفضل التقدم العلمي الشديد .
أما الشيوعية او غيرها فحتى وان ربطها اصحابها بالتطور فهذا اضرها اكثر مما افادها (وان كنت ارى ان هذا ما ساعد على ترويجها قديما بصورة كبيرة )
|
بالنسبة للداروينية: صحة النظرية الداروينية أعتقد لم يعد هناك شك فيها منذ زمن بعيد جدا, و هذا ما أرغم البابا السابق الى الاقرار بنظرية التطور "الى حد ما" كما قال على ما اعتقد عام 2002 أو 2001
بالنسبة للشيوعية/الماركسية: هما أمران رغم ارتباطهما مختلفان, و من الخطأ الكلام عن فشل النظرية الماركسة عندما لا شك أن نظرياته مازالت تطبّق الى الآن و تؤخذ بعين الاعتبار حتى من قبل الدول الرأسمالية, و الماركية كنظرية اقتصادية اجتماعية تركت بصمة في تاريخ التطور البشري في العصرين الحديث و المعاصر
أما الماركسية - اللينينية فهي اسقاط, أو محاولة اسقاط, نظريات كارل ماركس الاقتصادو-اجتماعية على واقع سياسي محدد وهو روسيا القيصرية... قد نستطيع الحديث عن فشل هذه التجربة لكن فشل هذه التجربة لا يمكن أن يكون مؤشرا على فشل الفكر اليساري بشكل عام