مفهوم الوطنية لدينا محتكر نفصله حسب اهوائنا و ميولنا فنصف من نهوي بالوطنية اما من لا تعجبه افكارنا فهو غير وطني مستقوي بالقوى الخارجية. امسينا كالتكفيريين كل من خالف تعاليمنا خارج عن الملة وجب قتله. حتى مادة الوطنية في مدارسنا نعتناها بهذا الاسم وحشوناها بمبادئنا و كأننا نقول للاخرين من زاح عن محتويات هذا الكتاب ليس وطني. لكن كيف لي ان اكون ثابت الايمان ولا يصيبني نزغ من الشيطان وانا ارى احد اعمدة الوطنية و رفيق درب رمزها و قد اصبح خائنا!! اذا الوطنية التي تعلمناها فيها شئ من الشك لطالما كان احد مؤسيسها ذو مآرب غير نظيفة. ام كيف لبلد كان شعار الوطنية فيه على مر 44 عاما هو ملكية الشعب لوسائل الانتاج ان يخرج من رحمه بين ليلة وضحاها شخص من اقارب الهة الوطنية بشركات و رؤوس اموال يتعب البرجوازيون سنين لجمعها وكان الجواب على السؤال هو رجل اعمال!
حتى جيشنا البطل الذي نفني فيه سنتين من شبابنا لنحمي حدود الوطن ليعمل اكثرنا في مزارع معلميننا او سائقين لتوصيل ابنائهم الى المدرسة , كيف لنا ان ندافع عن كرامة الوطن في وقت تهان فيه كرامتنا؟
الوطنية ليست تلقين بل شعور بالانتماء رغم كل شئ هو موجود لدينا لكن ليس تحت هذا المسمى لان كثرة العزف على وتر الوطنية افرغ الكلمة من مضمونها.
|