عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2005   #1
شب و شيخ الشباب نيقولا
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ نيقولا
نيقولا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
735

إرسال خطاب ICQ إلى نيقولا
افتراضي استراحة قصيرة .. وبعدها نتابع


بعث أحدهم برسالة إلى الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وهو واحد من كبار علماء المسلمين في المملكة العربية السعودية يسأله فيها عما إذا كان يجوز للمسلم أن يهنّئ المسيحيين بأعيادهم الدينية. جاء في رسالة السائل وبعد ذلك في جواب العثيمين ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
ما حكمُ تهنئة غير المسلمين بعيد الميلاد المجيد أو بعيد رأس السنة الميلادية وذلك لأنهم يعملون معنا؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بدعوة منهم وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذُكِر ولكنه لم يفعله باعتقاد وإنما فعله إما مجاملة أو حياء أو إحراجاً أو غير ذلك من الأسباب؟ وجزاكم الله خيراً.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يجوز تهنئة غير المسلمين بعيد الميلاد ولا غيره من أعيادهم الدينية، لأن ذلك ينبئ عن رضا بهذا العيد وإقرارهم، ولا يجوز رضى المسلم بشعائر الكفر، ولا الإقرار بها لأن ذلك لا يرضي الله عز وجل. قال الله تعالى، "إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر" وقال جل وعلا، "ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين". ونقل ابن القيم رحمه الله تعالى في (أحكام أهل الذمة) الاتفاق على أنه لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم.
وأما كونهم يهنئونا بأعيادنا فإنما يهنئونا بأمور رضيها الله لعباده وشرّعها لهم بخلاف تهنئتنا إياهم بأعيادهم لأن جميع الأديان منسوخة بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا وإذا كان لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم فإنه لا يجوز مشاركتهم فيها والذهاب إلى أماكن احتفالاتهم بها ولو بدعوة منهم ولا تجوز مجاملتهم في هذه الأمور لأن هذا من المداهنة في أمور الدين.
والله أسأل أن يهديهم لدين الإسلام وأن يثبتنا عليه ويرزقنا الاعتزاز به إنه جوّاد كريم.
كتبه محمد بن صالح العثيمين في 25 - 5 - 1410 هجرية

العالم العلامة بن صالح العثيمين، أطال الله بعمره لنصرة الإسلام والمسلمين، وخذل بدعائه الكفار من المسيحيين، ليس وحده في هذه الفتوى.
علماء مسلمون في شتّى الديار الإسلامية يشاركونه الرأي وفي صحة الفتوى التي غالباً ما يعودون إلى ترديدها مع اقتراب كل عيد من أعياد المسيحيين. نسي العلامة السعودي في رده ذاك، وينسى معه العلماء الآخرون في ما يصدرون من فتاوى، أن يذكّروا المؤمنين أيضاً بعدم تهنئة المسيحي في عيد ميلاده الشخصي. وكيف يشاركونه ذلك، وهو يحتفل بذكرى ولادته على دين عائلته وهو الدين المسيحي. نسي العلامة أيضاً أن يذكّر المؤمنين أن لا يقولوا لمسيحي عند خلاصه من حادثة أو قدومه من سفر، "الحمد لله على سلامتك".. فللقرد سلامة هذا المسيحي.. وليأخذه عزرائيل.. "وبالناقص واحد كافر.."
نسي العلامة أن يحذّر المسلم من تهنئة المسيحي الكافر بزواجه من كافرة لأن زواجهما لم يكن على سنة الله ورسوله. كما نسي العلامة أيضاً أن يحذّر المسلم من المشاركة في دفن مسيحي كافر كي لا يقول لذويه: "رحم الله الفقيد.." وكيف يدعو المسلم بالرحمة على من لم يمت على دين الإسلام.
لا. العلامة لم ينسَ شيئاً من ذلك.
إلى الشيخ العثيمين وغيره من أئمة المسلمين الذين يعيشون بجماجم رؤوسهم في الزمن الحاضر، بينما تعيش عقولهم في زمان الأولين.. إلى هؤلاء أقول: آن لكم أن تحلّوا عن أكتاف المسلمين الذين يحاولون كل يوم أن ينسوا هذه السخافات ليتقبّلوا غيرهم من بني البشر كرفاق درب على طريق هذه الحياة. طريق تقودنا جميعاً إلى واحد من مكانين، لا رجعة لأحد من أي منهما: إما مكان في قاعة الديّان حيث يحكم بين الناس ويفرّق بين صالحهم وطالحهم بغض النظر عن دين كل واحد منهم. أو مكان ثانٍ هو العدم، إذا لم يكن بعد هذه الحياة من إله! "وهناك سنطلع كلنا بالقفشة" كما يقول العامة.
يا جماعة، يا حضرات: علموا الناس المحبة. علموهم التعايش. علموهم أن يلقوا السلام حتى على حيوانات الأرض. علموهم أن يفرحوا لأفراح غيرهم. دعوا عنكم هذا الهذر. العالم يسير باتجاه المستقبل، وأنتم تسيرون وتحاولون أن تسيروا ببعض الناس باتجاه الماضي. استفيقوا وشموّا رائحة الورود.
سواء عمل جاري المسلم بنصيحة العثيمين أم لم يعمل، سأستمر كمسيحي على تهنئنه بفرحه في كل وقت أراه فرحاً. لا يهمّ إن لم أؤمن بمن ينحر له ذبائحه. ولا يهمّ إن لم أؤمن بأيِّ معنىً لعيدٍ يحتفل هو به. كل ما يهمّني هو أن جاري فرحٌ وعليّ أن افرح لفرحه وأغبطه على فرحه، وأنّ عليَ أيضاً أن أعبّر له عن ذلك بلساني فأقول: "إني سعيد لفرحك يا جاري.. أدام الله سعادتك وجعل أيامك كلها أعياداً!.." سأقولها للبوذي والهندوسي ولعابد النار، وسأقولها للعثيمين نفسه سواء هنّأني بفرحي أم لم يهنّئ. نعم سأقولها للعثيمين ولكني سأضيف على ما أقول شيئاً آخر. سأقول له: أنا سعيد لك بفرحك بعيدك يا شيخ.. ولكن أسعدك الله وأبعدك، إذ لا أحد يتمنى جوارك وأنت تدعو إلى ما تدعو، ولا أحد يريد منك تهنئة وقلبك يمتلئ بما يمتلئ؟
 
 
Page generated in 0.03124 seconds with 10 queries