عرض مشاركة واحدة
قديم 07/12/2007   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي طلب على أحزاب عربية غير دينية بأفكار جديدة


مارينا أوتاوي


تواجه الأحزاب العلمانية المستقلّة عن الحكومات أزمة عميقة في معظم البلدان العربية. ويؤثّر التراجع في الأحزاب الليبرالية والموجّهة نحو الاشتراكية على السواء. الأزمة حقيقية لكن الانحدار المستمرّ ليس محتوماً: ما زالت هناك في العالم العربي قواعد انتخابية محتملة واسعة مستاءة من الأنظمة الحالية إنما غير راغبة أيضاً في الالتزام مع الأحزاب الإسلامية.


السؤال الأساسي هو، إذا كانت الأحزاب العلمانية قادرة على تطوير برامج وتشكيل منظمات قادرة على استقطاب جزء من الناخبين غير الملتزمين. إذا لم تنشط الأحزاب العلمانية من جديد، فستتحوّل السياسة في العالم العربي أكثر فأكثر مواجهة بين الأنظمة السلطوية وشبه السلطوية من جهة والحركات الإسلامية من جهة أخرى، الأمر الذي سيشجّع التطرّف لدى الجهتَين ويقلّص فرص تحقيق إصلاح سياسي ذي معنى.


أدّت الأحزاب العلمانية - أي الأحزاب التي لا تستمدّ أيديولوجيتها صراحةً من الإسلام لكنّها ليست بالضرورة مناهضة للإسلام أو للديانة - دوراً مركزياً في السياسة العربية في الماضي. كانت الأحزاب الليبرالية والاشتراكية فاعلة ومهمة في الحركات القومية، وكانت الأحزاب الليبرالية مثل حزب "الوفد" في مصر الأكثر تأثيراً قبل الحرب العالمية الثانية وبرزت الأحزاب الموجّهة نحو الاشتراكية مثل "جبهة التحرير الوطني" الجزائرية في شكل خاص في الخمسينات والستينات. وقد حظيت هذه الأحزاب، العلمانية من دون أن تكون متعصّبة في علمانيتها، بقبول واسع ليس فقط من المفكرين إنما أيضاً من الأشخاص الذين ظلّ الإسلام بالنسبة إليهم المرجعية الثقافية والدينية المركزية. وقد لقيت الأفكار التي دافعت عنها الأحزاب العلمانية، سواء كانت الاستقلال أو التغيير الاجتماعي والاقتصادي أو التنمية أو القومية العربية، أصداء لدى السكان، ولم تكن علمانيتها مسألة مهمة.


لكن الآن لا تملك الأحزاب العلمانية إيديولوجيات أو برامج سياسية مميِّزة. فالأحزاب التي لا يزال اسمها يحتوي على كلمة اشتراكي، لم تعد تروّج أفكاراً أو حلولاً اشتراكية، بل تتبنّى اقتصاد السوق والديموقراطية الليبرالية. وهذا ما تفعله أيضاً الأحزاب الليبرالية. تتحدّث الحكومات كثيراً عن الأفكار الاقتصادية والسياسية السائدة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، لكن من دون أن تكون لديها نية في تطبيقها عملياً. وقد تحوّلت الأحزاب العلمانية التي لا تملك إيديولوجيات أو برامج مميِّزة لاستقطاب الأتباع، نحو الدفاع عن هويّتها. في الواقع، لا يريد معظمها أن يُعتبَر علمانياً، معلِناً بدلاً من ذلك تمسّكه بالإسلام واحترامه له.


من الموضوعي القول إن الأحزاب الليبرالية والاشتراكية في العالم العربي تواجه وضعاً صعباً. لقد أصبحت المنظمات والحركات الإسلامية أقوى، وتمارس تأثيراً قوياً على المعايير الاجتماعية والثقافة الشعبية في كل مكان. تكبح الحكومات المتخوّفة من صعود الأحزاب الإسلامية، نشاطات كل المنظمات السياسية المستقلة وتصعّب العمل على كل الأحزاب بدلاً من السعي إلى بناء تحالفات مع الأحزاب العلمانية. غير أن هذه زادت من حدة المشكلة عبر فشلها في وضع برامج متماسكة وإعداد استراتيجيات تنظيمية.


بالفعل، الأحزاب العلمانية هي في أضعف حالاتها من الناحية التنظيمية. لقد كرّست الأحزاب الإسلامية سنوات لا بل عقوداً للعمل المضني في سبيل بناء هيكليات سياسية واستقطاب الأعضاء إلى صفوفها، في حين أن الأحزاب العلمانية أهملت هذه النشاطات. علاوة على ذلك، هجر عدد كبير من المفكرين الأحزاب السياسية مفضّلين تشكيل منظمات أهلية كوسيلة للتأثير في النقاشات والسياسات العامة. لكن منظمات المجتمع المدني ليست بديلاً من الأحزاب السياسية في الأنظمة السياسية القائمة على الانتخابات، وتأثيرها ضئيل على البرلمانات حيث القوى الموالية للحكومة هي المسيطرة والإسلاميون هم المعارضة الأساسية. كما أن المحاولات لتجاوز نقاط الضعف التنظيمية من خلال التحرّك المباشر في الشارع للضغط على الحكومة لم تكن فعّالة. فحركة "كفاية" المصرية صمدت لفترة قصيرة لم تتجاوز الحملة الانتخابية، وأصيبت بعد ذلك بالضمور.


الأحزاب العلمانية ضعيفة أيضاً على جبهة السياسة. ففي حين بدأت بعض المنظمات الإسلامية مثل "الإخوان المسلمين" في مصر و"حزب العدالة والتنمية" في المغرب بناء خبرتها في مسائل السياسة الملموسة، تميل الأحزاب العلمانية أكثر إلى التركيز على المسائل المجرّدة التي لا تلقى بالضرورة صدى لدى الرأي العام. على سبيل المثال ركّزت الأحزاب العلمانية المغربية التي انضمّت إلى الحكومة عام 1997 الجزء الأكبر من اهتمامها، كما يقرّ بعض مسؤوليها، على علاقاتها مع القصر الملكي وأهدرت فرصاً للتأثير في السياسة.


أحوال الأحزاب العلمانية غير مشجِّعة لكن تراجعها المستمر ليس محتوماً. فالأنظمة السياسية العربية، ما عدا في بلدان الخليج، تستند الآن إلى انتخابات متعددة الحزب. حتى ولو جرى التلاعب بالانتخابات، يؤدّي الناخبون دوراً. ونظراً إلى النسبة المرتفعة من عدم المشاركة، ليس الناخبون في معظم البلدان راضين عن الخيارات المعروضة عليهم. ففي مصر مثلاً، تبلغ نسبة الاقتراع في أفضل الأحوال ربع الأشخاص المسجّلين على اللوائح الانتخابية. فالعديد من الناخبين، وربما الجزء الأكبر منهم، لا تجذبهم الآلة السياسية للحكومة الحالية أو للأحزاب الإسلامية. ثمة طلب على أحزاب تملك أفكاراً وبرامج جديدة. والسؤال المطروح هو ما إذا كانت الأحزاب العلمانية قادرة على إصلاح نفسها بما يكفي لتلبية هذا الطلب.





المصدر: موقع الحقيقة

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02779 seconds with 10 queries