أما من جهة الروس فبعد أن قضوا على الجيش البولوني الذي قاومهم ارتكبوا به مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 7 آلاف (سبعة آلاف) جندي وضابط وهي المذبحة المعروفة بمجزرة كاتين، التي تقع اليوم داخل أوكرانيا. وأثناء سيطرة الاتحاد السوفياتي على بولونيا تركزت الدعاية على أن النازيين هم الذين ارتكبوا هذه الجريمة. غير أن السلطات السوفياتية اعترفت في نيسان عام 1990 بمسؤوليتها عنها وسلم الزعيم السوفياتي في حينه ميخائيل غورباتشوف إلى الرئيس البولوني ياروزلسكي قائمة بأسماء ضحاياها.
إن ما عاناه الشعب البولوني من النازية ومن الشيوعية على السواء جعل من هذا الشعب ضحية جيران أقوى منه، وهذا قدر الدول الصغيرة المجاورة لدول أكبر وأقوى منها، ولكن هذا الشعب تغلب على مآسيه ومصائبه بعد أن تيسرت له القيادة الحكيمة والمخلصة. وها هي بولونيا اليوم تأخذ دورها إلى جانب الدول العظمى: فلها مواقفها المستقلة وسياستها الخاصة القائمة على تحقيق سيادتها ومصلحة شعبها. وأوضح مثل على ذلك موقفها من الحرب في العراق وموقفها المميز من مشروع دستور الاتحاد الأوروبي بمطالبتها بأن يكون لها ما للدول الكبرى من الأصوات في مؤسسات هذا الاتحاد.
لا شك في أن وعي الشعب البولوني وممارسته للحياة الديموقراطية والتي تم على أساسها تبادل السلطة بين اليمين واليسار يجعل من الصعب على النفوذ اليهودي التحكم بمصير هذا البلد.
أما بالنسبة للنفوذ اليهودي المتزايد فيها فهو ليس حديث العهد في أوروبا وهو غير مقبول من شعوبها، ففي أواخر القرن التاسع عشر برز في بولونيا عدد من الأحزاب نادت في برامجها بمعاداة اليهود وكان شعارها "إن شبكة سرية يهودية تحكم العالم" وكان تفسير ذلك ردود فعل على نفوذهم وممارساتهم. ولم يكن بسبب معاداة السامية، وهي التهمة التي سلطها اليهود على كل من ينتقد أفعالهم ويدين تصرفاتهم. وما قاله مؤخراً مهاتير محمد، الرئيس الماليزي، ليس جديداً. ومن هنا تبين أن الأسباب الاقتصادية والنفسية والذاكرة الجماعية لشعب من الشعوب تحدد موقفه تجاه شعب آخر أو جماعة معينة وهو الأمر الذي ينطبق على الحالة اليهودية في الماضي والحاضر.
((((*(*(*(*(*(*(*عصابة الملوك *)*)*)*)*)*)*) ))))
بلا حب بلا تخريف
بيع القلب واشتري رغيف
ايامنا صارت صعبة
والدنيا منها لعبــــة
|