من هنا نتبين أهمية الصلة بين ما كان يحدث في بولونيا وبين ما كان يحدث في فلسطين من تسلل وهجرات يهودية إليها ثم السيطرة عليها. وقد عبر عن هذه العلاقة أبلغ تعبير شيمون بيريس في إحدى زياراته إلى بولونيا عندما قال (إن الصهيونية ولدت في بولونيا) وهو قصد بذلك الهجرات من بولونيا إلى فلسطين وأن بولونيا أصل معظم قادة "إسرائيل" التاريخي مثل بن غوريون وشامير وبيريس وغولدا مائير الأوكرانية الأصل وكان قسم من أوكرانيا تابعا لبولونيا.
ولإدراك مدى أهمية النفوذ اليهودي في العالم نشرت مجلة بولتيكا البولونية اليسارية في عددها الصادر بتاريخ 16/6/2001 بعنوان الشعب المشتت، أن عدد اليهود تطور في العالم كالتالي:
عام 1939 عدد اليهود 17 مليوناً.
عام 1945 عدد اليهود 11 مليوناً.
عام 2000 عدد اليهود 13,200 مليوناً.
وأشارت هذه المجلة إلى أنه قبل الحرب العالمية الثانية شكلت كل من ألمانيا وبولونيا والولايات المتحدة أكبر التجمعات اليهودية في العالم وأن "إسرائيل" استقبلت ما بين عامي 48 96 حوالي 84% من اليهود المهاجرين وأنه من بين كل ستة يهود يقيم خمسة في "إسرائيل" وفي الولايات المتحدة. وأضافت أن في الولايات المتحدة دولة يهودية أكبر من "إسرائيل". وأن اليهود الأميركيين جمعوا في أوائل التسعينيات مبلغ مليار دولار لتوطين اليهود السوفيات في فلسطين. ويشبه البعض وضع اليهود في أميركا بوضعهم في الأندلس إبان العهد الذهبي الإسلامي.
وإذا كان اليهود قد عانوا من النازيين وتعرضوا للإبادة فإن البولون عانوا من النازيين ومن الروس بعد تقسيم بولونيا بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي بموجب معاهدة روبتروب لولوتوف السرية عام 1939 حيث سيطر الألمان على القسم الغربي من بولونيا بينما سيطر السوفيات على القسم الشرقي، لقد قامت النازية بالقضاء على كافة المؤسسات بما في ذلك الاقتصاد والتربية وأرسلت كثيراً من رجال الدين إلى معسكرات الاعتقال وأخذت تسجل البولون على قائمة القومية الألمانية وصار بعضهم مرشحاً "للجرمنة" وبعضهم الآخر وقوداً للحرب في الجيش الألماني. وحسب تقديرات المؤرخ البولوني "فيسواف مادايتشك" فقد سرق المحتلون من الأسر البولونية أكثر من 150 ألف طفل بهدف تسليمهم إلى الأسر الألمانية لجرمنتهم. كما اعتقل الألمان عدداً كبيراً من رجال الفكر وأساتذة الجامعات وأرسلوهم إلى معسكرات الاعتقال.
((((*(*(*(*(*(*(*عصابة الملوك *)*)*)*)*)*)*) ))))
بلا حب بلا تخريف
بيع القلب واشتري رغيف
ايامنا صارت صعبة
والدنيا منها لعبــــة
|