مايا جاموس: ادخلي دار منيرة القبيسي فهو آمن
إن استدعاء الصحافية الشابة مايا جاموس بنت المناضل السوري فاتح جاموس، الذي أمضى حياته في السجون السورية، ليسَ شيئاً جديداً ليضاف على سجل الانتهاكات العديدة، التي تقوم بها السلطات السورية
إلا أن خبر استدعاء الشابة مايا جاموس، بسبب نشرها تحقيقا صحفيا أعدّته عن منطقة المزة 86، والذي لم تنقل فيه إلا وقائع حقيقة عن تلك المنطقة؛ تاركة للقارئ استنتاج مدى فساد أولي الأمر من السلطات السورية. هذا الاستدعاء لايدل إلا على إستمرار سياسة السلطات السورية المتعمدة في استهداف أي نشاط شبابي سوري عامة، وعلماني منه خاصة.ً
فالسلطة في سوريا، ترفض رفضاً تاماً أي نشاط شبابي سلمي علماني مستقل، حتى في حال عدم تسييس هذا النشاط؛ فهي بالحقيقة تستهدف أي نشاط مدني!
إن خطر هذه السياسات يكمن في أن التضييق على الشباب ووضعهم أمام خيارين: السكوت من جهة، أو التنكيل والاعتقال من جهة أخرى، سيفتح الأبواب واسعةُ للتيارات المتطرفة
انتشرت مؤخراً في وسائل الإعلام العربية والعالمية، أخبارٌ تدعي دعم السلطات السورية للحركات الأصولية لوجستياً، إضافة إلى تجنيدها شبابا سوريين في منظمات أصولية إرهابية، لاستخدامهم كأوراق ضغط في يدها، أو إرسال رسالة للعالم أن سوريا هي، إما لنا "كسلطة"، أو لتلك المنظمات، وبالتالي الخراب؛ لكن وسائل الإعلام السورية أنكرت هذه الادعاءات مستحضرة الماضي كدليل برائتها لتقول: "إن سوريا هي من أول الدول التي تعرضت للإرهاب حسب زعمها
السؤال هو، ألا ترى أجهزة أمن السلطات السورية أن حاضر سياستها في قمع أصوات الشباب العلماني في سوريا عن طريق تهديدهم تارة-مايا جاموس مثالاً- بل وسجنهم تارة أخرى كما حصل مع مجموعة الشبان الثمانية-نشطاء الحراك الطلابي- لا يساعد، وحتى لو بطريقة غير مباشرة إلا تلك المنظمات الأصولية؟ ناهيك عن اعتقال السلطات السورية للمنابر العلمانية، التي يفترض أن تنور آراؤهم الشباب السوري، أمثال الكاتب ميشال كيلو والبروفسور عارف دليلة، والشاعر فراس سعد؟ وأيضا استجداء النظام السوري للجمعيات الدينية ودعمها، على ألا تقترب من ساحة العمل السياسي، والبقاء في دائرة "الدعوة" و"الإرشاد" مثل السيدة منيرة القبيسي وجماعتها!؟
وفي ظل حصر السلطات السورية للنشاطات بيدها وبمنظماتها –منظمة شبيبة الثورة- وفي ظل إدراك الشباب السوري لفساد وعدم فعالية هذه المنظمات، بل وحتى إدراك السلطات نفسها لهذه الحقيقة، عندها لن يبقى للشباب السوري إلا خياران إما البعث الفاسد، أو التطرف؛ والذي بات يمتلك منابرَ كثيرة في سوريا، في ظل حكم البعث "التقدمي
لذا يا مايا ادخلي دار منيرة القبيسي فهو آمن!
لا صراع حضارات بل صراع كيانات سياسية فالثقافات
لا تتناحر وإنما تتفاعل.....والحضارات لا تتصادم وانما تتلاقح.
......understood seek first to understand then to be