الفرح في الكتاب المقدس
الفرح في الكتاب المقدس
الارشمندريت الياس مرقص
كتب الأب الكسندر شميمان اللاهوتي الارثوذكسي يقول: "هكذا يبدأ الانجيل: "ها أنا ابشركم بفرح عظيم" (لوقا 11 :2) وهكذا ينتهي: "فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم" (لوقا 52 :24). يجب علينا ان نستعيد فحوى ذلك الفرح العظيم. ذلك لأن الكنيسة كونها فرحا، كانت ظافرة في العالم. وقد اضاعت العالم حين اضاعت الفرح، وكفت عن ان تكون شاهدة له. بين كل الاتهامات التي اتهم بها المسيحيون كان افظعها الاتهام الذي وجهه نيتشه حين قال "ان لا فرح لدى المسيحيين".
واذا انتبهنا وجدنا ان الكتاب المقدس مشبع بالفرح، وان الفرح فيه يتّخذ اوجهاً كثيرة:
1- فالدعوة الى الفرح واردة فيه كمبدأ عام اول واخير ودائم: "افرحوا بالرب كل حين واقول ايضا افرحوا" (في 4:4 و1تس 16:5) و"اخيرا ايها الاخوة افرحوا" (2 كور 11: 13).
2- وهذا الفرح فرح كامل يملأ الحياة: "ليكون لهم فرحي كاملا فيهم" (يو 13 :17) و"نكتب اليكم هذا ليكون فرحكم كاملا" (1 يو 4 :1 و2 يو 12 :1) و"اما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس" (أع 52 :13) و"تملأني فرحا امام وجهك" (مز9 :15و11).
3- ويشترك فيه الجسم كله: "قلبي وجسمي ابتهجا بالاله الحي" (مز 2 :83) و"فروض الرب مستقيمة تفرح القلوب" (مز8 :18) و"لذلك فرح قلبي وتهلل لساني" (مز9 :15) و"بشفاه الابتهاج يسبّحك فمي" (مز62 :5).
4- بل يشترك فيه الكون كله: "من اجل هذا افرحي ايتها السموات والساكنون فيها" (رؤ12:12)و"لتفرح السموات ولتهلل الارض" (مز 11: 95) و"تتمنطق الاكام بالسرور، وتكتسي المراعي بالقطعان، وتبتهج الادوية بالحبوب، فيهتفون ويسبّحون" (مز 64: 12 و 13). و"ليفرح البحر وكل ما فيه" (مز 7: 97) و"الانهار ستصفق بالايادي معا، والجبال ستتهلل امام وجه الرب" (مز 8: 97) و"حينئذ تبتهج جميع اشجار الغاب قدام وجه الرب" (مز 12: 95) و"لتفرح الحقول وكل ما فيها" (مز 12: 95) و"لتفرح الجزائر الكثيرة" (مز 1: 96).
5 - وكذلك تفرح الجموع معاً: "ان سكنى الجميع فيك سكنى جموع تتهلل" (مز 7: 86) و"لتفرح الأمم وتتهلل" (مز 4: 66) و"ليبتهج ويفرح بك جميع الذين يبتغونك" (مز 4: 69) و"هلموا نبتهج بالرب" (مز 1: 94) و"فرحاً مع الفرحين" (رو 15: 12).
6 - والفرح بالرب متنوّع: الفرح بك وبخلاصك وبرحمتك وبقوتك: "وليفرح بك جميع الذين عليك يتكّلون" (مز 5: 11) و"قلبي يبتهج بخلاصك" (مز 12: 44) و"أما انا فابتهج في الغداة برحمتك (مز 16: 58) و"بقوتك يفرح الملك" (مز 1: 20).
7 - الفرح بالضيقات: "لذلك أُسرّ بالضعفات، والشتائم، والضرورات، والاضطهادات، والضيقات لأجل المسيح" (2 كور: 10: 12) و"قبلتم الكلمة في ضيق كثير بفرح الروح القدس" (1 تس 6: 1).
8 - وكثيراً مايلي الفرح البؤس والنوح: "فليبصر ذلك البائسون وليفرحوا" (مز 32: 68) و"أنت حوّلت نوحي الى حبور" (مز 11: 29) و"البكاء يحلّ في المساء أما السرور فيوافي في الصباح" (مز 5: 29).
9 - الصدّيقون هم الذين يفرحون: "الصدّيق يفرح بالرب وعليه يتوكّل" (مز 63: 10) و"أما الصديقون فيفرحون وأمام الله يتهللون" (مز 68: 3) و"النور أشرق للصدّيقين والفرح لمستقيمي القلوب" (مز 11: 96). فلا بد ربما أن نكون أنقياء القلوب لنفرح بالرب.
10 - هذا ما عدا اوجه أخرى: كفرح الدخول الى بيت الله، والفرح في الطمأنينة، وفرح التأمل، وفرح الملك، وآيات أخرى كثيرة. فيجدر بنا أن ننتبه اليها ونعيشها قدر الامكان حين نقرأ الكتاب المقدس ونصلّي المزامير بل ان نبتهج بالرب طول النهار: "ويبتهجون باسمك طول النهار" (مز 88: 16).
imad
|