[Raw]

لـِـ هذا السـؤال علاقـة ُ ُ جدليـة في جديلـة ٍ أخرى " هل أنت َ موجـود صـورة أم حقيقـة "
قالإنسـان يملك صـورة و حقيقـة , ولكنه ُ غير موجـود إلا بصورتـه وهي َ صورة ليسـت من صنعـه في أغلبها وإنما ســاهم في صناعتها الأب والأم والأسرة , المدرسـة والحي كما البلـد والنظام الســياسي والاجتماعي والاقتصادي ، إضافـة ً إلى المكان والزمان والعصـر الذي هـو َ فيـه.
هل خطر َ ببالك َ يوما ً أنك َ موجـود ؟
وهل تسـاءلت َعن معنى أن تكون َ موجـودا ً بـذاتك أم بغـيرك ؟
الواقع أن َ السـؤال صعب !
وقد تظن ُ أن طرحـه ُ عبثي لا معنى له !
والحق أن هذا هو َ مصـدر غياب الإبداع في حياتك لأنك َ لسـت موجـودا ً على الحقيقـة وإنما أنت َ نســخة عن الآخرين الذين َ ســاهموا بصنـع ِ صورتك.
" وهل أنت َ موجـود بذاتـك أم بغيـرك ؟! "
-------------
هناك قول شهير مفاده: "أنت ليس كما ترى نفسك بل كما يراك الآخرون"
هذا القول أجده يلخـّـص ما تفضـّـلت به من حيث الوجود و الكينونة كلـّـها ، فإن افترضنا للجدل صحـّـة هذا القول تكون الصورة هي السائدة و ليس الحقيقة.
و بما أنـّـي لا أؤمن بهذا المبدأ ولا ذاك القول لأنـّـه من وجهة نظري يظلم مجموعة من البشر فأنا أقول كنتيجة أنا موجود و وجودي مرهون بمدى قدرتي على مسح الصورة المفترضة من الغير لي.
حسناً لكنّــي أقلـّـيـّـة و هل يعقل أن أكون أنا على صواب و معظم البشر الآخرين على خطأ؟!
في الواقع لا أملك برهاناً على صحـّـة ما ادّعيته من أنّ هناك صورةٌ مشوّهة و ذاتٌ مغيـّـبة لا يعلمها هؤلاء المصوّرون (أي الذين ابتكروا أو كوّنوا بمجموعهم الصورة) ، إلى ماذا استندت؟ ببساطة أجد نفسي من تلك المجموعة من البشر التي ظـُلمت جرّاء مبدأ الصورة ، و من هنا أستطيع صياغة هذا المبدأ
"إنّ الإنسان موجود بقدر ما يستطيع اكتشاف فروق بين صورته المفترضة و ذاته الحقيقيـّـة و يكون برهانه على وجوده قويـّـاً بقدر كميـّـة الصور التي استطاع مسحها أو استبدالها بصور من ابتكاره هو لا أحد سواه"
---
تعليق آخر يشرح كيفيـّـة تكوّن الصورة لدى الناس و كيف أنـّـها من الممكن أن تكون خاطئة.
قال (اللامنتمي): "ســاهم في صناعتها الأب والأم والأسرة , المدرسـة والحي كما البلـد والنظام الســياسي والاجتماعي والاقتصادي ، إضافـة ً إلى المكان والزمان والعصـر الذي هـو َ فيـه "
الأبّ و الأمّ يشكـّـلان جزء كبير من الصورة للإنسان فعندما يراك شخص لأوّل مرّة دون أن يعرفك و كان يعرف أحد والديك فإنـّـه يسقط صفات أهلك مباشرةً عليك قبل أن يختبرك.
عندما أتحدّث من صديق ما من أوربـّـا مثلاً عبر الإنترنت و أقول له إنـّـي عربي أو مسلم أو سوري أو أو أو أي صفة تدلّ على جنسيتي أو أديلوجيتي فإنـّـه قبل أن يحتكّ بي يتخيـّـلني بشكلٍ ما يستند إلى ما يعرفه عن تلك الجنسيـّـات، ترى هل معلوماته صحيحة أم خاطئة؟!
إنّ النظام الاقتصادي السائد حاليـّـاً حولي يجبرني على عدم دعوة أصدقائي إلى الغداء في مطعمٍ فاخر بمناسبة انتقالي دراسيـّـاً إلى مرحلةٍ أعلى، هذا قد يكوّن صورةً لدى البعض بأنّــي بخيل!
الزمان الذي نعيشه مليء بالضغوطات و الأشغال التي لا تنتهي و قد يسهو أحدٌ ما عن أحد أعماله مجبراً و باستمرار، هذا قد يخلق له صورة الكسول رغم أنـّـه نشيط!!
---
يتبع وئت اللي بيتبع هوّ (^_^)

®