خطواته أحجار خفيفة
يذرع بها البهو ومداخل النوم
يتقدم رشيقاً ، وبين عينيه فضيحة التجربة
خطواته أخفَّ من خطيئة الكاهن
قلبه يسيل على خشبة الباب
لا أحد يفتح له
لا أحد يسمع نحيبه
لا أحد يكترث بالنزيف
لكنه ينتظر
12
عبرت طيور مثقلة برسائل الجبل
تخفق بأجنحتها في نافذة النائم
توقظه ... من يقظته
وتمنحه كتاب الجبل
و ما إن يبدأ القراءة
حتى تفرّ الطيور حزينة لفرط العذاب
عذابٌ يفيض على الشرفة
يتوغل الشخص غريباً في أروقة البيت
وحيدٌ ،
وتذهب عنه الطيور
13
صخرة تنبثق من الأسطورة
مرة تصعد محمولة على الكتف
مرة ترتعش في هيئة خشبتين متقاطعتين
تأخذان شكل الجسد الآدمي
مرة تشرف على كبدٍ تأكل منها الجوارح
أسطورة تقصر عن عبء الصخرة
وتفيض في قدح الذاكرة
14
لو أنهم رموا بالحجر في زرقة الخليج
لكسدت التجارة
و اندلع الزرع في خريطة الرمل
لو أنهم استبدلوا المكان الأول بالأعماق
لكانت الأرض أكثر جمالاً من البحر
لكنهم ذهبوا بالحجر نحو الأسواق
لم يزل الحجر
ولم تزل التجارة
و لم يزل الناس في الرمل
صحراء مفقودة الزرع والضرع
15
حرفك المستهام الذي مسّني في الشغاف
وردة في حجر
يا كتاب النهر
نصنا طاعن في السماء
مثلما شاحبٌ
يمنح الليل مخطوطة حرة
حبرها في رحيلٍ طويل
و أخبارها في الضفاف
16
دعني أسميك ارتعاشاً في الوتر
دعني أنادي فيك أسمائي
و أخبار الحجر
|