د. فاروق مواسي::. 21 يوليو 2005
* ظاهرة التنكر السهل للمبادئ الشعرية والأدبية الأولى - ظاهرة مألوفة في أدبنا بدءًا من أبي نواس ، ومرورًا بالعقاد، فنازك الملائكة، وانتهاء بأدونيس.
يسأل سليمان الحكيم الشاعر أدونيس ضمن حوار معه :
” – ما رأيك في ” قصيدة النثر “؟
- ليس هناك شيء اسمه ” قصيدة نثر “، فالقصيدة شيء ، والنثر شيء آخر..
- ولكنك كنت واحدًا من روادها والداعين إليها .
هذا خطأ شائع . فأنا لم أكتب ما يسمى بقصيدة النثر ، بل كتبت نثرًا شعريًا ، والتراث مليء بالنثر الشعري “.
(مجلة ” سطور ” ، العدد الأول ، ديسمبر 1996 ، ص 7 )
وقبل أن أدلي بدلوي تعالوا بنا إلى كتاب ” سياسة الشعر” لأدونيس ( دار الآداب ، 1958 ، ص 73 ) ولنقرأ :
” هكذا عملت على ان أدخل إلى الشعرية العربية مفهومات جديدة ، أصبحت اليوم تشكل أجزاء عضوية منها …أهمها والأول هو قصيدة النثر ، وحين أطلقت هذه التسمية سنة 1960 … هوجمت هجومًا حادًا اتخذ طابعًا سياسيًا قوميًا … لكن على الرغم من ذلك تكاد اليوم” قصيدة النثر” أن تكون الطريقة التعبيرية الغالبة خصوصًا لدى الشعراء الشبان ، بل تكاد أن تتحول عند بعضهم إلى نوع من الحماسة الفنية العصبية …”.
ويذهب أدونيس في أكثر من موقف إلى أن الشعر شعر ، ولا يجب أن يقرر الشكل في صحة ذلك أو عدمه .
ثم لنقرأ ما كان أدونيس قد قاله قبل ذلك في “مقدمة الشعر العربي ” ( بيروت-1971، ص 116) :
” في قصيدة النثر ، إذن ، موسيقى . لكنها ليست موسيقى الخضوع للإيقاعات القديمة ، بل هي موسيقى الاستجابة لإيقاع تجاربنا وحياتنا الجديدة ، وهو إيقاع يتجدد كل لحظة، تتضمن القصيدة الجديدة نثرًا أو وزنًا مبدأ مزدوجًا- الهدم لأنها وليدة التمرد، والبناء لأن كل تمرد مجبر ببداهة إذا أراد أن يبدع أثرًا يبقى أن يعوض عن تلك القوانين بقوانين أخرى”.
واعترف أدونيس أن ” قصيدة النثر ” تكون فيها طرق التعبير وطرق استخدام اللغة – جوهريًـا شعرية- وإن كانت غير موزونة ، وهو يرى أن الصوفية العربية ،وبشكل خاص كتابات النفّري فيها هذه الشعرية.
|