فالمضافة مقابل المقام وتفصلها ساحة خالية عن المقام نفسه وتضم في العادة غرفاً عديدة وتتألف من 2-3 طوابق.
مقامات الأنبياء: وتخصص الغرف الزائدة القامة زوار المقام في الأعياد ويكون هناك خادم مكلف بالخدمة طوال العام، ومن هذه المقامات: مقام النبي موسى، مقام النبي صالح ( الرملة ) مقام الأنبياء ( نابلس ) مقام النبي يوسف ( بيت اجزا ).
وهناك مزارات تتألف من غرفة واحدة لا تعطى أي انطباع بوجود ضريح،محراب أو قبة، وهى في حالة سيئة من هذه المزارات: الشيخ عبد الله ( بيت سوريك ) الشيخ صالح ( دير ياسين ) الشيخ سرور ( عورتا ) الشيخ النوراني ( نابلس والأبنية كانت ذات يوم مساكن.
وكثير من المقامات تبنى على شكل مزار مفتوح بحيث يتكئ السقف على أعمدة، ومن هذا النوع في مقام حسن الراعي إذ يفترض فيه ان يكون راعى غنم النبي موسى،والمقام بناء مستطيل متعامد مبنى من الحجر والملاط وذو سقف معقود متكئ على ستة أعمدة وبين هذه الأعمدة يوجد ضريح الولي.
إن كثيراً من المقامات الموجودة في القرية تستغل أيضا كمسجد يصلى فيه الناس، وفى حالات أخرى بنيت المساجد بجوار المقامات، كما هو الحال في الشيخ جراح وسعد و اسعيد ( القدس ) وسلمان الفارسي في جبل الزيتون.
ان بعض المواقع المقدسة الموجودة في الحقول تستعمل كمكان ليصلى فيه الناس وهم على سفر، ومن هذا النوع الأمام على ( على الطريق العربات من القدس إلى يافا ).
وتوجد في المقامات أماكن مرتفعة من الحجر تظل نظيفة دائماً وهى خارج البناء - وتستعمل كمصلى، كما هو الحال في الشيخ صالح ( عناتا ).
في بعض المزارات نرى كتابات توجد عادة فوق باب المزار، أو فوق مدخل البهو وربما نجدها فوق الشباك ( الشيخ جراح ) أو فوق أعمدة القبة ( الشيخ جراح ) أو فوق أعمدة القبة ( الشيخ حسن الراعي ) وانقل هنا نصوص تلك الكتابات عن دراسة الدكتور توفيق كنعان.
النص الأول: فوق باب مزار الخضر وقد نقش على حجر رخام ( نابلس ).
" عمر هذا المسجد أيام السلطان الملك سيف الدين قلاوون الصالح عزه الله ووالده السلطان الملك الصالح علاء الدين عز نصره.
النص الثاني: في مقام الخضر ( نابلس )
يا داسوقى
يا بدوي
مقام الخضر
احمد البدوى
عبد القادر الجيلانى
النص الثالث: كتابة على المخمل موضوعة على مقام الأنبياء ( نابلس )
" هذا ضريح أنبياء الله الكرام من أولاد سيدنا يعقوب وهم ريالمون ويشجر و أشر على نبينا وعليهم وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة و أتم السلام.
النص الرابع: في الرواق المجاور لمقام الأنبياء
" كلما دخل زكريا للمحراب وجد عندها رزقا "
النص الخامس: على حجر من الرخام فوق مدخل مزار السلطان إبراهيم الأدهم ( بيت حنينا ).
( باسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذا المعبد.. الحج سويد بن حمايد رحمه الله في سنة سبع وثلاثين وستماية ).
النص السادس: فوق باب مقام اليقين، بنى نعيم على حجر رخام.
بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذا المسجد محمد عبد الله على الصالح.. هذا من ماله.
النص السابع بين القبتين الشماليتين لمزار حسن الراعى ( قرب النبي موسى ) نقرا
" إنشاء هذه القبة المباركة على حسن الراعي قدس سره صاحب الخير محمد باشا حين أتى من استقبال حجاج المسلمين فشرع في البناء فلم يلقى ماء فبعلو همته حفظه الله تعالى نقل الماء على البلد من قرية أريحا وحصل الثواب سنة 1 ربيع عشر ومائة والف "
النص الثامن: على قبر الشيخ ابو الحلاوة ( القدس ) " هو الحي الباقي هذا قبر ولى الله الشيخ حسن أبو الحلاوة، لروحه الفاتحة.
بيت الضيافة: في كل قرية من قرى الفلاحين يبنى بيت للضيافة وربما اكثر من بيت واحد ليحمل اسم مضافة ديوان، ساحة، جامع، مظيف أو ما شابه ذلك.
وقد تبنى القرية هذا البيت ومن الممكن أن تبنيه حموله، وقد يتوقف عدد المضافات على عدد الحمائل، الا اذا كانت العلاقات بين الحمائل طيبة فتكون عندئذ مضافات قليلة.
يجتمع القرويون ويقولون: " نريد أن نبني بيتاً للضيوف والغريب والشاعر والشحاد، والتعمير أفضل من التخريب.
وهكذا يقوم كل واحد منهم بإحضار عدد من حجارة البناء وكذلك حجارة العقد - الريش - بالإضافة إلى 30-40 جرة ماء، ويدفع كل شخص من 1-2 مجيدى لتستعمل كأجور للفعلة.
وتقوم كل عائلة بتقديم الطعام للضيوف بالتناوب وكذلك الكاز، والقهوة والحطب وكذلك العلف للخيول ( خيول الضيوف ) وتنفق العائلات بالتناوب على إضاءة المضافة.
أما فراش المضافة فهو مهمة شيخ القرية لتحضيره، ما عدا الفراشات للضيوف فيحضرها القرويون.
وتوزع النفقات على الرجال الذكور الذين تخطوا السنة الثالثة عشرة من العمر.
ان هذا البيت بالنسبة للقرية يمكن أن يقوم بهمة تكاد تفوق مهمة البيت الذي يملكه الشخص، ويمكن أن تلخص هذه المهمة فيما يلي:
1- مكان لتسلية القرويون وضيوفهم
2- مكان لاستضافة الضيوف واقامتهم بالمجان
3- مكان يعتبر محكمة القرية.
4- مكان لاجتماع عام ومناقشات عامة في شئون القرية.
5- مقهى للقرية
6- مكان للقراءة، حيث تقرأ الجرائد وتبليغات الحكومة.
وتجد الناس من أهل القرية وضيوفها ( الرجال فحسب ) وقد تجمعوا في المساء يحمصون القهوة ويطحنوها وقد اخذوا يتناقشون في النور ويأخذون في ممارسة العاب مثل الخويتمة، المنقلة، السيجة وغيرها.
ومن الممكن أن يظل بعض القرويين في المضافة ليلاً ليناموا من الضيوف وربما بدونهم.
بيوت العامة من الناس
بيت الحجر: ان بيت الحجر المألوف في فلسطين يتألف من الحجر والطين، ويتألف الطين من خليط من التراب والجير، ويضاف الجير للتراب ليتكون من المزيج الذي يعجن بالماء ملاطاً قوياً.
ويتم البناء بأسلوبين:
1 ـ بتة وركة، فالبتة هي سلسلة الحجر والركة هي التصفيح الذي يدعم البتة ويتألف من حصى كبير وطين. وتسمى ايضاً كتة وتصفيحة.
2 ـبتتين وركة. وفي هذه الحالة تنهض سلسلتان من الحجر وبينهما منطقة عرضها في حدود الثلاثين سنتمتراً تملأ بالحصى الكبير والطين لتساعد على تماسك "البتتين".
كان أسلوب بناء بيوت الحجر يعتمد على البيت الواحد وليس على مجموعة الغرف وتوابعها في شقة أو مسكن واحد، فكان هنا العقد أو البيت المؤلف من غرفة واحدة كبيرة واسعة وعالية الارتفاع (انظر فيما بعد نماذج من بيت الحجر في هذه الفقرة) ويعتمد السقف في بعض هذه البيوت على أسلوب العقد. اما البعض الآخر فيعتمد على القناطر. وقد يكون في البيت الواحد قنطرة، اثنتان أو ثلاث، وعلى هذه القناطر يتكئ السقف المؤلف من جذوع الأشجار، أغصانها والتراب.
ويقول تومسون: "ان البيوت التي شاهدتها في الرملة، غزة ويافا هي بوجه العموم من طابقين وعالية ويعتمد السقف فيها على أسلوب العقد.
ويستعمل أسلوب العقد حتى في حالة تعدد الطوابق وفي هذه الحالة كانوا يرفعون الجدران الخارجية ثم يملئون الفراغ في القبة الخارجية بالتراب ونحوه.
ويمكن أن يعزى السبب في استعمال أسلوب "العقد" و " القناطر" إلى عدم توفر جسور من الحديد أو الخشب والقصيب أن الناس كانوا يسقفون البيوت باستعمال جسر خشبي (أو حديدي في وقتمتأخر) ويصفون القصب بشكل متراص ثم يغطون حصير القصب بالخيش وبعد ذلك يضيفون التراب والحصى.
وبالنتيجة فان البيت يصبح غرفة مكعبة ينهض سقفها على قوس أو اكثر ويكون السقف غاية في العلو.
هذا البيت أما أن يتألف من:
1- غرفة واحدة ذات أرضية واحدة منبسطة.
2- غرفة واحدة ذات أرضية تتألف من جزئين:
أ- مصطبة، وهي جزء عال يرتفع مسافة في حدود المتر عن الجزء الآخر القريب من الباب ويخصص لجلوس الآدميين وأثاثهم ويخصص الجزء الآخر والذي يسمى "قاع البيت" للحيوانات.
3- غرفة واحدة ذات أرضية من جزء ين، وطابق آخر تدخل له من الداخل بواسطة درج يرفق به مخزن ويرتفع مسافة المترين عن الأرض. ويحمل الطابق الآخر على أقواس حجرية. وفي الزمن الماضي كان يصمم الدرج المؤدي إلى الطابق الأول بحيث يكون في مواجهة الباب الخشبي، حتى فيما أطلقت النار عبر الباب الخشبي فان النائمين في الطابق الثاني لن يصلهم شيء من الخطر لأن الرصاص يصطدم بالدرج.
وكلما ازداد عدد أفراد العائلة بزواج الأبناء ومجيء زوجات وإنجاب أطفال جدد تضاف بيوت أخرى بزوايا قائمة مع البيت الأول وحول بهو تفتح نحوه الأبواب. وتضاف غرف كطابق ثان مع درج خارجي. وهكذا يتطور البيت ليتحول ما يشبه القلعة حيث يسكن الأبوان، الأبناء وزوجاتهم وأبناؤهم.
ونجد وصفاً لبيت الحجر المبني دون وجود الطين في ما كتبته ماري اليزا روجرز وكذلك اليهوجرانت وكتبا أخرى كثيرة من تلك التي تصنف عادة تحت اسم "وصف فلسطين"
ويسمى مثل هذا البيت باسم: خشبة أو سقيفة، والتي هي غرفة واحدة من الحجر المصفوف حجراً فوق آخر دون ملاط، أما السقف فيتألف من أغصان الشجر وفوقها القش والطين.
وشاهد تومسون أكواخ الطين في قرية أريحا والسهل المحيط بها، وقد أحيط على كوخ بجدار من الشجيرات الشوكية لحمايته وقال ان الأكواخ ذات ارتفاع يتألف من عدة أقدام، أما الجدران فهي مبنية من الحجر الدبش (غير المذب) ودون استعمال الطين في تثبيت الأحجار. ويتألف السقف من الشجيرات الشوكية وسوق سنابل القمح، وفوق ذلك وضعت طبقة رقيقة من التراب.
نماذج من بيت الحجر: ولنلق الآن نظرة على نماذج من البيوت:
1- بيت للسكنى- السنديانة- حيفا (1946)
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
|