قلنا لـهن :
إن المسافة بين الذبيحة والحلم مردومة بوهم المكاشفة،
مثل رعية تضع عنقها في ربقة البهيمة وتهرب،
مرصودة بالليل.
ليل كثيف مثل بهجة النوم،
ليل يزعم أنه الهواء فيما هو القيد والقبر والقرابين.
قلنا لهن :
تشبثن بفلذات الأكباد.
فليس من يذهب إلى صلاة، كمن يذهب إلى القفر
في ضباع مفلوتة ،
ليس من يتذرع بجنة المسافر كمن يتدرع بجحيم البيت.
قلنا لهن :
وكن إذا انسلت من بين أيديهن ريشة ، طارت ،
وصارت وشاحاً يستر العاشق ويفضح غيره .
قلنا لهن :
و كن في الشهوة .. مثلها.
77
ثم أخذ يصف لها يديه ،
وهو يغسل الماء بالكلام :
" ما وضعتهما في كتابة إلا و أصابتني النيران،
كزعفران يصف الشهوة ".
78
قنديل في زجاج يشف عن ذبالة ترتعش
بحركة الروح في الأوردة،
وكلما انتخبت كأسا
اضطربت الزجاجة واختلج القنديل
وبالغت المليكة في الفتنة.
79
شهادة الليل عليه :
"جميل ،
مثل غريب يدخل البيت فيضيئه ".
|