قيل لها ،
وكان كأنه يسمع ،
وكان كأنه يرى .
لا ينام إلا ويداه في الصلصال ،
ولا يصادف غير الكوابيس.
وفي الصباح
يخرج في صورة تتمجد به
و تـغتـر.
71
قال يصف لها المستقبل :
تفتحين قناديل جسدك لرموزي
وتقرئين الكتب
وتخطين المخطوطات
وتصيرين لائقةً بي .
72
قيل ،
فلما فرغ الخالق من سرد أحلامه على الخلق،
نهض رهط يريد أن يطرح تفسيره في الناس،
فطفق الخالق يشيح بيديه المتعبتين متثائباً ،
يهمس لمن حوله، لكي يصل الكلام للرهط وغيره :
" ليكن يوماً آخر ،
أما اليوم فقد أخذ مني التعب مأخذا ،
ولابد لي من الراحة "
هذا يوم يرتاح فيه الخالق
من خلقه .
73
شكرت الخليقة في الكتب ،
أن الخالق نام عن شهوة الشرح في خلقه،
وترك للناس باباً يسع الأرض والسماء،
باباً يذهب فيه الناس إلى التأويل من كل جانب
بلا سلطة ولا تخوم.
شكرت الخليقة ذلك للخالق،
وصَلَّتْ إليه .
74
نطلع من ظلمة كهف يموت،
من المنتهى وهو يبدأ
من سيرة الطير و العنكبوت.
75
نتلابس، نتجاسد، نتداخل ، نتخارج.
مخلوعة لي ، مخلوع عليك ،
تقرئين في وجهي دم قاسم ويوسف ويونس وسليمان،
وتكتبين الحريق في دفتر المحو .
|