تستيقظ (لارا) في ذاكرتي: قطًّا تتريًّا, يتربص بي, يتمطَّى, يتثاءب
يخدش وجهي المحموم ويحرمني النوم. أراها في قاع جحيم المدن
القطبية تشنقني بضفائرها وتعلقني مثل الأرنب فوق الحائط مشدودًا في خيط دموعي.
أصرخ: (لارا) فتجيب الريح المذعورة: (لارا) أعدو خلف الريح وخلف
قطارات الليل وأسأل عاملة المقهى. لا يدري أحد. أمضى تحت الثلج
وحيدًا, أبكي حبي العاثر في كل مقاهي العالم والحانات.
(لارا! رحلتْ)
(لارا! انتحرت)
قال البوَّاب وقالت جارتها, وانخرطت ببكاءٍ حارْ
قالت أخرى: (لا يدري أحد, حتى الشيطان).
عبد الوهاب البياتي
|