عرض مشاركة واحدة
قديم 24/10/2007   #11
شب و شيخ الشباب سوري2007
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ سوري2007
سوري2007 is offline
 
نورنا ب:
Oct 2007
مشاركات:
59

افتراضي


لن أرد على كلام ملئ بالمتناقضات والافتراءات
بل سأبدأ ردي بكلام الاستاذ المراقب العام في لقاء مع الحركة السورية القومية الاجتماعية
===============================
بداية اللقاء :
توقعنا الوقت الكثير لنصل إلى كلماته وردوده. لكن أبوابه كانت مفتوحة. يجالس القريب والبعيد ولا يتعب من الحوارات والمناقشات.
جماعة الإخوان المسلمين في سوريا. تاريخ مليء بالأحداث والأزمات تعتبر من أولى القوى التي شكلت معارضة لنظام حافظ الأسد في سوريا.
يقال إن حسن البنا وأنطون سعادة يعتبرون من المفكرين اللذين يقدمون مشروع قيام دولة متكامل.
تكثر التكهنات حول وضع الجماعة بعد مرور عقود من الأحداث الدامية التي شهدتها المدن السورية.
فهل الإخوان المسلمون في سوريا يؤمنون بدولة تلغي الآخرين من غير المسلمين؟
ما هو فكرهم وما الذي تغير في جماعة الإخوان بعد تلك العقود؟
العلاقة بين جماعة الإخوان في سوريا وباقي تنظيمات الإخوان المسلمين في العالم العربي؟
أسئلة كثيرة راودتنا فأردنا التوجه للسيد علي صدر البيانوني المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية في حوار كان غنياً بمحتواه الثقافي ويعود بالفائدة على البعيد قبل القريب.

ــــــــــــــــــــــــ
الأسئلة والأجوبة
1-*- السيد علي صدر البيانوني نعلم أن أول ظهور لحركة الإخوان المسلمين كانت في مصر بالعام 1928. حبذا لو تعطينا صورة مختصرة عن مرحلة البدايات تلك.
جواب1: شكّل سقوط دولة الخلافة على يد الانقلابين الأتراك سنة 1924، صدمة للمجتمعات المسلمة، كما وقع العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى تحت الاحتلال والوصاية الأجنبية (معاهدة سايكس - بيكو، ووعد بلفور..).. وقد فرض وجود الاستعمار واقعاً جديداً على كل الوطنيين، استدعى تعاونهم وتعاضدهم ضد المحتل الأجنبي، وأصبحت المجتمعات العربية والمسلمة تشعر بالفراغ السياسي والديني، وتبحث عن مرجعية. إذ رغم أن الخلافة العثمانية في أيامها الأخيرة، لم تكن حالة إسلامية مثالية، إلاّ أنها كانت تشكل مرجعية إسلامية عليا، انهار بعد سقوطها كل شيء، وتمزقت الأمة، وبدأ العلماء العاملون يبحثون عن خيار بديل، وفي هذه الظروف، واستجابةً لها، كانت خطوة الإمام حسن البنا الرائدة في مصر عام 1928، وظهور (جماعة الإخوان المسلمين) التي حملت مشروعها الإسلاميّ المتنوّر، الذي يعبّر عن روح الأمة، ويتصدّى للاستعمار الأجنبي من جهة، ولكل محاولات الإقصاء والقهر الداخليّ و(التغريب) التي نالت من القيم السياسية والاجتماعية.. من جهةٍ ثانية، معتبراً أنّ إقصاء الإسلام عن واقع الحياة في البلاد المسلمة خطيئة كبرى، وأنه لا بد من احترام عقيدة الأمة وإرادتها، وإعادة تحقيق وحدتها، ويحارب الانحلال الخلقي ومظاهر الاغتراب في المجتمع، ويسعى لتحرير الوطن الإسلامي من كل سلطانٍ أجنبيّ، مما أدّى إلى اغتيال الإمام البنا بقرارٍ بريطانيّ وبأيدي رجال حكومة (إبراهيم عبد الهادي) في القاهرة ليلة الثاني عشر من شباط عام 1948
2-*- في حديث للإمام حسن البنا يقول: ترى الأخ في المحراب خاشعاً متبتّلاً، ثم تراه مدرّساً واعظاً، ثمّ تراه في الملعب رياضياً، ثمّ في عمله تاجراً أو صانعا. هل يفرق فكر الإخوان بين الحياة الدينية والمدنية وماذا تعني السلفية في فكركم؟؟
جواب2: شخصية المسلم - حسب التصور الإسلامي - شخصية متكاملة متوازنة قوية، جسداً ونفساً وروحاً. والمسلم شخص منجز فاعل متعلم، والإسلام يربط دائماً الإيمان بالعمل الصالح (الذين آمنوا وعملوا الصالحات). فهمنا للسلفية ليس فهماً ماضوياً يربط الحياة بمعطيات وظروف تاريخية، بل هو فهم مرجعي. إن الإسلام يضع - من خلال الكتاب والسنة – الأسس والقواعد العامة للحياة، ونحن نسعى لبناء حياة معاصرة وحداثية وفق هذه الأسس والقواعد. إن التزامنا الإسلامي بالنصوص الشرعية الثابتة قائم على أساس فهم متجدّد لهذه النصوص، لتنزيلها على واقع العصر المتغير.
3-*- في نص آخر يقول الإمام حسن البنا "الإسلام: عقيدة وعبادة ونظام وتشريع وروحانية وعمل.. بعد ما ظن كثير من المسلمين أن الإسلام عقيدة وشعائر تعبدية وأخلاق فردية فحسب" هل الأخلاق الفردية نمط غير كافي لبناء مجتمع صحي؟ وما هي معايير الأخلاق الاجتماعية في مجتمع متعدد الطوائف والمذاهب؟ وما المقصود بالنظام والتشريع والروحانية؟
جواب3: لا بدّ من التأكيد أن للإسلام بعدين في حياة الناس: بعداً دينياً عقيدياً مكانه في قلب الإنسان، يحدد نظرته إلى الكون والحياة، وبعداً تنظيمياً تشريعياً يحدد النظرة إلى المجتمع، وقواعد التعامل بين مكوّناته، ومنظومة الحقوق والواجبات التي تشمل جميع هذه المكوّنات، والتي تقوم على مبدأ المواطنة الكاملة، حيث يتساوى أمامها الجميع. نعتقد أن الاقتصار على الأخلاق الفردية لا يكفي لبناء مجتمعٍ صحيّ في ظل حياة اجتماعية مشتركة، فأنت وجارك في الحي، وشريكك في العمل.. لا بد أن يجمع بينكم نوع من الأخلاق الاجتماعية المنضبطة لبناء حياة عامة سليمة.
نعتقد أن حقيقة تعدّد الطوائف والمذاهب في عالمنا العربي والإسلامي، يتم المبالغة فيها إلى حد كبير وحين نتحدث عن الأخلاق الاجتماعية، علينا أن ننظر إلى أن شعوب منطقتنا إما مسلمون أو مسيحيون. وأن جوهر الأخلاق الاجتماعية بين الإسلام والمسيحية متقارب إلى حد كبير.
الروحانية أشواق نفسية ذات طابع فردي في الغالب وجماعي أحياناً، لكنها تبقى سعياً فردياً للنفس الإنسانية للتعبير عن ذاتها. أما النظام والتشريع فالمقصود بهما حالة قانونية محددة، ترسم تفصيلاتها بروح قانونية محضة، تحدد للناس قواعد التعاملات العامة، وترسم ملامح المواطن الصالح، كما تفرض قانون العقوبات الذي يمنع التجاوز على حقوق الآخرين.
4-*- كيف نقرأ جماعة الإخوان المسلمين اليوم؟ وكيف تقيمون تاريخ الجماعة في سوريا منذ الاستقلال حتى الأحداث الدامية التي تعرضتم لها من قبل السلطة العسكرية في سورية؟
جواب4: لقد أعلن عن قيام جماعة الإخوان المسلمين في سورية سنة 1945 وكانت لقاءً لمشروعات إسلامية متعدّدة، قامت من قبل في العديد من المحافظات السورية.
لقد أسست الجماعة على يد أساتذة جامعيين كبار، وعلماء وفقهاء ومفكرين، من أمثال الدكتور مصطفى السباعي والأستاذ محمد المبارك.. وتم بناء الجماعة بناءً عصرياً حداثياً شورياً (ديموقراطياً) فقد بنيت الجماعة على ثلاث مؤسّسات رئيسية، كل واحدةٍ مستقلة عن الأخرى: مجلس الشورى، والمكتب التنفيذي، والمحكمة العليا..
وانخرطت الجماعة في الحياة العامة السورية، وكان لها دورها البارز في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. كما كان لها دورها المتميز في الدفاع عن عروبة فلسطين. وقد أثبتت الجماعة مكانتها في الحياة السياسية من خلال مشاركتها في البرلمانات المتعددة، والحكومات المتعاقبة، وفي كتابة الدستور السوري، حيث كان الدكتور مصطفى السباعي نائباً لرئيس مجلس النواب وكان يحظى بمكانة مرموقة.
ومنذ الاستيلاء على السلطة في الثامن من آذار 1963 وقيام الحكم الشمولي على الطريقة الستالينية، تمت مصادرة الحياة العامة، وأغرق الوطن في حالة من انسداد الأفق، أدّت إلى انفجارٍ كبير، وانتفاضة شعبية عامة، شاركت فيها جميع القوى الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، وكانت جماعة الإخوان المسلمين جزءاً من هذه الحالة الشعبية. واستطاعت الوحشية غير المسبوقة في كبت الصوت الشعبي، وأغرقت الوطن في بحار من الخوف والتوجس والدماء.. ما زال يعاني من آثارها حتى اليوم.
ورغم كل الممارسات الوحشية، وحرب الإبادة التي شنتها السلطة على الجماعة، فقد ظلت جماعتنا ثابتة في الميدان، وقامت بالعديد من المراجعات, وتقدمت منذ مطلع القرن الحادي والعشرين بميثاق الشرف الوطني، ثم بمشروعها السياسي الذي يرسم رؤاها ويحدد مواقفها. نحن نسعى إلى بناء الدولة المدنية الحديثة، في مجتمع معاصر منفتح، يحترم التعددية، ويحتكم إلى صندوق الاقتراع، ويقر بالتداولية للتأسيس لحركة نهوض تتجاوز ما تعيشه مجتمعاتنا من تخلف.
5-*- تكثر النداءات في العالم لمناصرة المرأة ويذهب البعض لاعتبار المرأة في الإسلام بأنها أداة وليست حرة. ماذا قدم الإسلام للمرأة في نظركم وما هي رؤيتكم عن واقع المرأة السورية في بلادنا؟
جواب5: موضوع المرأة أكثر تعقيداً من أن نفصل فيه في هذا المقام. إن القضية تبدأ من تصورنا (للإنسان). فالإسلام يعتبر النساء شقائق الرجال، ويعتبر المرأة إنساناً حراً، كامل المسؤولية، كامل الأهلية، كامل التكليف. لا يمكن في هذا المقام أن نتوقف عند تفصيلات الأحكام حيث تحظى المرأة في الإسلام وفق تصور مستقل للإنسان ودوره في الحياة ومكانته فيها بكامل حقوقها بتوازن غير مسبوق. نعتقد أن الحقوق التي يوفرها الإسلام للمرأة لم تحظ بها المرأة الغربية حتى اليوم. نحن لا ننخدع بالشعارات البراقة، وبـ (الماكياج) الذي تضعه الحياة الغربية على وجهها.
نعتقد أن واقعنا الاجتماعي ليس إسلامياً مثالياً, المرأة في مجتمعنا السوري تعاني أشكالاً من الظلم، بسبب الموروثات والعادات والتقاليد المرفوضة، وليس بسبب المرجعية الإسلامية. فمثلاً يفرض على المرأة زوج لا تريده، وتحرم المرأة من الميراث، وتحرم من التصرف بمالها.. صور كثيرة للعادات والتقاليد المرفوضة. كما أن المرأة السورية عانت في ظل النظام الحالي من القمع والإقصاء والاضطهاد والبطش والحرمان.. مثل معاناة الرجل وربما أكثر، فالاستبداد أثّر سلباً على جميع السوريين والسوريات.. فساءت ظروف المرأة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً.
نعتقد أنه لا بد من مشروع إصلاحي اجتماعي، يعيد للمرأة مكانتها وجميع حقوقها التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية.
6-*- دعنا نعود إلى مجتمعنا وهو مجتمع متنوع في طوائفه ومذاهبه. ما رؤيتكم لباقي الأطياف في سوريا؟ وكيف يستطيع فكر الإخوان أن يوجد صيغة تعايش وتفاعل على قدم المساواة بين أبناء المجتمع السوري؟
جواب6: في ورقتنا الخاصة عن الطائفية أكدنا أن مجتمعنا السوري ليس مجتمع أقليات، إنما هو مجتمع فيه أقليات. وبعملية إحصاء أولية نرى أن 90% من شعب سورية مسلمون، على اختلاف مذاهبهم، مقابل 10% مسيحيون وأن 90% من شعب سورية عرب مقابل 10% أكراد.. نحن أكدنا في تلك الورقة أن بناء الدولة على أساس المواطنة واشتراك المواطنين على اختلاف انتماءاتهم بالحقوق والواجبات، هي الطريقة الأمثل للعيش المشترك ولبناء سورية الغد..
7-*- أحد الأحزاب الإسلامية في الأردن قدم تجربة نوعية فأحد قياديه مسيحي. رأيكم بهذه الخطوة؟ وهل ممكن أن نرى جماعة الإخوان المسلمون يقدمون على مثل هذه الفكرة.؟ وما هو معيار قبول الشخص في جماعتكم؟
جواب7: جماعة الإخوان المسلمين ليست حزباً سياسياً بالمعنى المعروف، إنما هي - في الأصل - جماعة إسلامية دعوية، تتبنّى الفكر الوسطيّ والفهم المعتدل للإسلام، وتدعو إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، والحوار بالتي هي أحسن. ومن الطبيعي أن يقتصر الانتساب إليها على من يؤمن بمبادئها ويلتزم بفكرها وأنظمتها وانطلاقاً من فهمها الشامل للإسلام، فإنها تقوم بأنشطةٍ دعوية، وفكرية، واجتماعية، وسياسية.. وفي مجال العمل السياسي تتعاون الجماعة مع جميع أبناء الوطن، على تحقيق الأهداف المشتركة في الحياة الحرة الكريمة، وتتحالف مع مختلف القوى والشخصيات الوطنية، على اختلاف انتماءاتها السياسية والدينية والمذهبية والإثنية.. لتحقيق هذه الأهداف. وعندما تتهيأ الظروف لإنشاء حزبٍ سياسي في سورية، وفق رؤية الجماعة ومشروعها السياسي، فسوف يتولّى هذا الحزب العمل السياسي، وسيكون مفتوحاً أمام جميع المواطنين المقتنعين بهذا المشروع، بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو العرقية..

ملاحظة : ردودي تعبر عن رأيي فقط .. ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر الاخوان المسلمين في سورية

جماعة الاخوان المسلمين في سورية .. أفتخر بها
 
 
Page generated in 0.04735 seconds with 10 queries