(ذاكرة بيضاء)
في مســاحة بيضاء تعج بالمحاولات الهــاربة يلتهم وجعي حنين لا رغبة لــه بـ لقـاء
تســـقط كــل الصــور التي تزاحمــت على رفوفي المهملة و تتحرر ذاكرتي من استيطان عيناكـ ...
يمكننــــي و بعـــــــــــد قـــرون من استنزاف الذاكرة أن أجــد زاوية لا تهتم مقــاعدهــا بوجودكـ...
لأرتكــب فيها كــل الخطــايا التي امتنعت عنها ...
لأعــاقب أوراقي التي دسَــت كلمــاتكـ في كــل شبر منها ..
لأمزّق مفكــرتي التي كانت تخط أسمكـ في بداية كل نهار..
أستطيع اليوم أن أرتشــف قهــوتي بلا فيروز وبلا صوتكـ وبلا قهــوة أيضاً...لتكــون ذاكرتي مبللةً بالمــاء فقط... وفــارغــةً من وجودكـ فقــط
بـت أغلق نوافذي من دون أن تثير خطــوات المــارة شهوتي بــأن أجــوب أروقــة حكايتنا
عــذراً ..لم تكــن أروقــة ...كانت زقاقاً نرتكب فيــه جرائمنا ..
كنــا نلعب بالسكين من دون أن نشعر... ونســكب صديد العبث في كؤوسنـا دون أن نشعر ونغتصــب العــاطفة البريئة دون أن نشعر ..و نختــصر كــــــل الزمن الذي لا يقبل الاختصار..
كانت دائما تذكرة الرحيل تقّدم لي على عجــل ..و وحــده عطــب المشــاعر كــان يؤخرني عنه..!!
..
..
لــو منحني الله بضع دقائق أخــرى كنت سأختار أن تكــون اللاشيء
في أرشيفي ..كان يمكنني أن أعبركـ بســـكون النيــام ..كــان من الممكن أن ترتكب الخطيئة وحدكــ و أن تمــارس الجنون وحــدكـ و أن يعبــث بكـ الضجر وحــدك و أن تروّج الغربــة بشــاعة الوحدة لكـ وحدكـ
لكـنــه استهزاء القدر بي جعلك تختبئ على هيئة قوارب النجاة المثقوبة ...!!
..
..
ربما لا نحتاج لكتابة ذاكرتنا إلا لبعض الأوراق فقــط و لذلكـ نحــن نصنع ســلة المهملات
أيها المارون بين الكلمات العابره
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس!
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم، وطن ينزف شعبا ينزف
وطن يصلح للنسيان أو للذاكرة..
|