عرض مشاركة واحدة
قديم 06/07/2005   #11
شب و شيخ الشباب نيقولا
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ نيقولا
نيقولا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
735

إرسال خطاب ICQ إلى نيقولا
افتراضي ماشي الكلام


كان مكتوباً في العهد القديم أن الذين يعيشون تحت حكم الناموس الموسوي هم مقيدون بهذا الناموس لأن هذا الناموس ينص على أن أي مخالفة لأمر الله مهما كانت صغيرة هي مخالفة لكل شيء . وكان مفهوم رحمة الله غير واضح وغير مفهوم كما هو اليوم لدينا ولديكم . وجاء يسوع بكلام جديد ومفاهيم مختلفة حيث كلمهم ( لليهود ) هكذا " سمعتم أنه قيل لكم كذا وكذا ... وأما أنا فأقول لكم كذا وكذا ... " ومنه نفهم أمرين : الأول أنه تمم الناموس ولم يبطله لأنه لم يقل أن ما كتب كان خطا ولم يغير به بل زاد عليه . والثاني أنه هو واضع الناموس الموسوي ومعطي الناموس لموسى أي هو الله ( واعذرني لأن ذلك لن يروق لك ولكننا نتحاور بمصداقية وشفافية ) . هكذا أفهم ونفهم كمسيحيين .
هذه التعاليم والشرائع الجديدة هي التي قلبت المفاهيم وارتقت بالمؤمن ليدرك أكثر وبشكل ارقى مقاصد الله وعمق محبته . وأنا هنا اود أن أشير إلى ان الإسلام ومن خلال اطلاعي على القرآن الكريم وعلاقاتي مع أصدقاءوأحباء مسلمين مقربين إلي جداً لهم مفهوم أرقى بكثير من مفهوم اليهود عن رحمة الله ومن هذا الرقي أن رحمة الله عامة وللبشر وليست في شعب واحد .
كما أن المسيح عمم الدعوة للخلاص بحيث ليست بعد مقتصرة على اليهود بل للعالم كله ( كنت أوضحت في مشاركة لي في المنتدى أن الكنيسة تفهم اختيار الله لشعب اسرائيل كشعب مختار هو بهدف أن يكون نواة لدعوة باقي الشعوب الى الله لكن اسرائيل فشل بذلك لتعصبه وحقده ) .
قبل المسيح كان هناك مفهوم وتبدل بعده . وبعد الصلب والقيامة يدرك كل مؤمن أن الموت لم يعد ذلك السيف المسلط علينا وأنه النهاية المحتومة بل هو بداية الحياة وأننا جميعا سنقوم في اليوم الأخير وندخل ملكوت الله بالمسيح يسوع إذا كنا مؤمنين وفاعلين لإيماننا به .
بموت المسيح أدرك كمؤمن أن لا سلطان للموت علي بعد . وأدرك أنني سأقهر الموت بواسطة يسوع كما قهره هو , وأدرك أنني سأواجه كل الم ومرض وحزن كمساهمة متواضعة في آلامه . وستقول لي ونحن أيضاً نؤمن بالقيامة وبالجنة وغير ذلك .. وأوافقك الرأي ولكن هذا جزء من إيماني فآلام المسيح وصليبه يعنيان لي الثمن الذي دفعه لأكون أنا حرا وابناً لله ومشاركا له في مجده في الحياة الأخرى . أنا عبده وسأبقى لكنه هو أرادني ابنا وهذا لشدة محبته
اسمع ما قاله المسيح عن موته " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به .. ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه فداء لأحبائه " المسيح جعلني أعرف أن المحبة الحقيقية لا تنته حتى ولو مات المحب في سبيل من يحب . ولكن يسوع علمني أن المحبة تمتد للجميع والأعداء قبل الأصدقاء وبهذا أعلم - واعترف بتقصيري كذلك - أنه هكذا سأحب الجميع وأحيا للجميع . ويقول بولس الرسول " لأنه لست أحيا أنا بعد الأن بل يحيا المسيح في "
هذا ما فعله المسيح بالمؤمنين به وهذا ما فعله موته بنا . قد لا تؤمن بهذا لكنني أكلمك به وباختصار شديد فقط لتدرك ما هي مشاعر أي مسيحي عندما يحيا ويتحرك ويصلي ويتعامل مع البشر وكل هذا ما كان ليكون لولا أنه يعرف أن المسيح مات لآجله .
كما أن الأهم أننا نؤمن أن المسيح مات لأجل كل انسان لهذا المحبة تمتد للجميع . وصدقني ما اقول لك أنه المسيحي الذي يدعي الايمان ولا يحبك كنفسه ومن قلبه وبصدق هو كاذب ومن يؤذيك انما يؤذي نفساً يؤمن بأن المسيح مات لأجلها . بل عليه أن يحبك مهما كنت ضده بمقدار ما دم المسيح غال ونفيس في نظره
هذا ما تغير قبل وبعد الصلب ولكن في قلب الذي يعرف هذه الحقيقة وأما الناظر من الخارج فيراها فصاماً بالشخصية وغير واقعية ( لا أتهجم هنا بل أتفهم شعور الآخر وصعوبة المسيحية ) ولكن لهذا ادعو الجميع لتفهم المسيحيين وعقيدتهم أما الإيمان بها فمسألة أخرى .اذا انا فهمتك واحترمت عقيدتك وانت فعلت نفس الشيء وبمنتهى الشفافية أحيا معك واحبك وتحبني وابذل كل غال ورخيص في سبيلك وتفعل مثله كذلك , اليس كذلك ؟
أما محاسبة الله لعبيده فسيرى أعمالهم ولن يظلم أحدا وهذا ايماننا معا. ودمت صديقا واخاً
ملاحظة : بالنسبة لمن مات قبل مجيئه نؤمن أيضا بأنه وبدخوله في عالم الموت بارادته خلص المقيدين والمائتين منذ آدم والى يومه والفداء يشملهم وهذا يرى بوضوح في ايقونة القيامة في الكنيسة الأرثوذكسية حيث يصور المسيح واقفا على الصليب رمز الموت والشيطام مقيد في الأسفل والمسيح يمسك بالأبوين الأولين ويخرجهما من الموت الى الحياة
 
 
Page generated in 0.01722 seconds with 9 queries