[ما بعرف]

انتهت المباحثات بين لافروف ورايس الى الفشل



"الفشل" كان عنوان ونتيجة المفاوضات التي جرت في موسكو بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا لتسوية خلافاتهما الحادة حول المشروع الامريكي لاقامة درع صاروخي في اوربا الشرقية والاقل حدة حول الملف النووي الايراني.

فقد تمسكت القيادة الروسية بموقفها الصارم والمطالب بوقف العمل في المشروع الامريكي الطموح والذي ترى فيه موسكو تهديدا لامنها القومي وفشلت مقترحات الحلول الوسط التي تقدم بها كلا الجانبين في تليين المواقف أو تغيير الرؤى بشأن الدرع الصاروخي المثير للجدل.

المحادثات التي عقدت في موسكو دارت بين اقطاب السياسة والدفاع في البلدين حيث وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس ممثلين للجانب الامريكي ونظيريهما وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الدفاع اناتولي سيرديوكوف.

ورغم ان الملف الايراني يحوز على اهمية تالية لقضية الدرع الصاروخي الا انه كان الموضوع الذي تصادم بسببه لافروف مع رايس علنا حيث انتقد لافروف المقاربة الامريكية الصارمة حيال المشروع النووي الايراني ووصفها بأنها غير مجدية.

ومن المقترحات التي طرحها جيتس ورايس لتهدئة المخاوف الروسية بشأن المشروع الصاروخي هو ان تقوم روسيا والولايات المتحدة بنشر ضباط اتصال في منشأت الدفاع الصاروخي لدى كل الطرفين.
وقال جيتس " نحن نظل تواقين لان نكون شركاء كاملين منفتحين مع روسيا بشأن مشروع الدرع الصاروخي."
واضاف وزير الدفاع الامريكي " اذا نجحنا في العمل معا فسيكون هذا تغيرا استراتيجيا كبيرا."

الا ان لافروف وبعد خمس ساعات من المباحثات مع رايس وجيتس قال ان هذه المقترحات في حاجة الى مزيد من الدراسة وطالب واشنطن بتجميد المشروع في هذه الاثناء.
وتقول واشنطن ان المنظومة الجديدة مهمة للدفاع عن اوروبا من التهديدات الايرانية، في حين ترى موسكو انها تهديد لها.
وتتضمن الخطة الامريكية نشر نظام للصواريخ في جمهورية التشيك، اما اجهزة الاعتراض الرادارية فمن المقرر ان تنشر في بولندا.

وقد اكد الرئيس الروسي فلاديمير بويتن على موقف بلاده الصارم والرافض للدرع الامريكي خلال لقائه برايس وجيتس حيث حث واشنطن على عدم المضي قدما في مشروعها.
وهدد بوتين خلال لقائه القصير بالوزيرين الامريكيين، قبل لقاء الاخيرين بوزرائه، بالانحساب من معاهدة إزالة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى من أوروبا والتي وقعتها موسكو مع واشنطن مالم يتسع مدى المعاهدة ليشمل دولا اخرى.

توتر متصاعد

وقد جاء لقاء رايس وجيتس مع بوتين في منزله الريفي خارج موسكو في محاولة لخفض التوتر المتصاعد بين الدولتين لكن مع اللهجة المتحدية وغير التصالحية التي ابداها بوتين تبددت تلك الآمال.
وأبرمت تلك المعاهدة في نهاية الحرب الباردة لتخفيض الترسانات النووية لدى كل من موسكو وواشنطن ونظر اليها على انها نموذج للتعاون بين القطبين الامريكي والروسي، والذي يحاول الطرف الامريكي استعادته بلا جدوى حتى الآن.
والانسحاب من تلك المعاهدة يعيد لروسيا نظريا القدرة على ضرب اهداف اروربية.
ويقول محللون عسكريون ان روسيا يمكن لها ان تستغل تهديدها بالانسحاب من المعاهدة كورقة تفاوضية حول الامور الامنية مع واشنطن.

الملف الايراني

وفيما يتعلق بالشأن الايراني فقد اعلن صقر الكرملين لافروف ان سياسة الولايات المتحدة ذات العقوبات الاحادية الجانب وعدم استبعاد القيام بعمل عسكري لا تساعد على اقناع طهران كي تكون صريحة بشأن خططها النووية.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الروسي الى طهران الاسبوع المقبل حيث من المتوقع ان يلتقي الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي يشتبه الغرب بمحاولته تطوير قنبلة نووية ايرانية.
ويقول بوتين انه لايرى دلائل على وجود برنامج نووي ايراني.

AS-W/R/F