[ما بعرف]

موسكو، روسيا (CNN)-- في انطلاقة متوترة للمحادثات بين واشنطن وموسكو الجمعة، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإدارة الأمريكية، من مواصلة خططها بنشر منظومة الدرع الصاروخي المزمعة في أوروبا الشرقية.

وفي لهجة ساخرة من خطط واشنطن بنشر صواريخ اعتراضية في بولندا، وإقامة نظام رادار في جمهورية التشيك في إطار البرنامج الدفاعي، قال بوتين خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس الجمعة: "طبعا نستطيع في وقت ما في المستقبل تقرير ما إذا كان يجب إقامة منظومة الدفاع الصاروخي في مكان ما على سطح القمر."

وكانت روسيا اقترحت في وقت سابق على الولايات المتحدة استخدام "محطة رادار "غابالا" في أذربيجان كبديل، إلا أن مسؤولين أمريكيين أعلنوا مؤخراً عدم ملائمة المحطة التي اقترحتها موسكو، عقب زيارة قام بها خبراء تقنيون لها.

وحذر بوتين أن مواصلة هذه الخطط سيضر بالعلاقات بين البلدين.
ونقلت وكالة اسوشيتد برس أن كلا من رايس وغيتس أبديا استغرابهما من اللهجة التي خاطبهما بها بوتين، والتي جاءت في حضور وسائل الإعلام الروسية والأمريكية، وقبل بدء المباحثات الرسمية في هذا الشأن خلف أبواب مغلقة في مقر إقامة بوتين خارج موسكو.
من جهتها ردت رايس بالقول إن الطرفين سيسعيان لإيجاد سبل للتعاون، وإن كان هناك اختلافات في وجهات النظر.

وقالت رايس "لدينا العديد من الأمور المشتركة التي توحدنا معا في محاولة مواجهة تهديد الإرهاب أو انتشار الأسلحة، وهي مسائل أعظم بكثير من المسائل التي تقسمنا."

وكانت رايس قد رحبت في وقت سابق في واشنطن قبل توجهها إلى موسكو، بالجلوس وجها لوجه مع الرئيس فلاديمير بوتين وبحث خططه السياسية المستقبلية، بما في ذلك، رغبته بتولي منصب رئاسة الحكومة المقبلة.

وكان تمسك بوتين بالسلطة حتى بعد انتهاء ولايته الرئاسية الحالية، قد أثار سخط الإدارة الأمريكية التي أعربت عن قلقها إزاء وضع الحريات وسير العملية الدمقراطية في البلاد.
إلا أن رايس- الخبيرة في شؤون الاتحاد السوفييتي السابق قبل انضمامها إلى حكومة جورج بوش- عادت وأكدت أنها لن ترفع المسألة شخصيا خلال اجتماعها الجمعة مع بوتين بحضور وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس.

وقالت قبل مغادرتها واشنطن إلى موسكو في دردشة مع الصحفيين مبتسمة "لن أرفض العرض" في رد على أسئلة الصحفيين حول طبيعة ردها لو طرح بوتين المسألة، رافضة الانجرار إلى التصريح بالمزيد، وفق أسوشيتد برس.

وصرحت بأنها لن تقوم بالتكهن عن مسألة (بقاء بوتين في السلطة) هي مجرد تكهنات في الأساس.

وأوضحت أنها ستواصل ضغوطها كي يصبح لروسيا "مؤسسات سياسية أساسية ونامية."
وكان إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية هذا الشهر بالترشح لمقعد نيابي في الانتخابات التشريعية المقبلة على لائحة حزب "روسيا الموحدة" الموالي للكرملين، قد أثار مخاوف القوى والأحزاب السياسية المختلفة في روسيا، لأنه يشكل قلباً جذرياً لكل الموازين بحسب البعض، ويفسح في المجال أمام عودة حكم الحزب الواحد مع وجود أقلية هامشية معارضة في البرلمان.


http://www.akhawia.net/showthread.php?t=82879