عرض مشاركة واحدة
قديم 04/10/2007   #3
شب و شيخ الشباب ارسلان
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ ارسلان
ارسلان is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
حيث أجدني
مشاركات:
3,170

إرسال خطاب ICQ إلى ارسلان إرسال خطاب AIM إلى ارسلان إرسال خطاب Yahoo إلى ارسلان
افتراضي السر



و تكررت من ثم لقاءاتهما ، بدأت مصادفات ، و انتهت بالمواعيد ، و دوما كانا يتناقشان

حول أحوال شعبيهما ، حول هذا العداء الشرس الذي عززته الحروب المتكررة و آخرها حرب ( كيبور) .

قالت له ذات يوم و قد احتدم النقاش بينهما :
- اسمع يا عمر ، علمنا أستاذ التاريخ العبري ، أن هناك نصا في التوراة ، على لسان ملاك أرسله الرب ليطمئن هاجر زوجته الثانية بعد تعرضها لاضطهاد ساره زوجته الأولى ، يقول النص : (( تكثيرا أكثر نسلك ، لأن الرب سمع لمذلتك ، و أن يشمعيل -إسماعيل - ابنك هذا ، سيكون إنسانا وحشيا ، يده على كل واحد ، و يد كل واحد عليه )) ، إنها نبوءة ربانية كافية لتجعل كل يهودي يتوجس من كل عربي شرا ، فالعرب هم نسل

يشمعيل كما هو معروف .

يجيبها بشيء من الغضب :
= نحن يا ساره ، أصحاب حق ، نحن لم نطرد اليهود من بيوتهم و قراهم و مدنهم ، لنحل محلهم ؛ اليهود كانوا جيراننا ، و كانت بيننا و بينهم علاقات حسنة ، كانوا يعيشون بيننا ، و نعيش بينهم ، و أطفالنا كانوا يلعبون مع أطفالهم ، بل كان بيننا و بينهم بعض حالات الزواج ؛ و لم تتبدل الأحوال إلا عندما جاء المهاجرون الإشكناز يحملون معهم الأفكار الاستيطانية بدعم من البريطانيين الذين كانوا يحتلون بلادنا و ينفذون وعد اللورد بلفور الذي قطعه للمنظمة الصهيونية ، جاؤوا يحملون معهم الحقد ، نتيجة لما تعرضوا له على أيدي النازيين ، و الذي حصل ، أنهم أسقطوا حقدهم على أحفاد هاجر ، فأحفاد هاجر و إسماعيل هم الضحية و ليس العكس .

تجيبه ساره :
- و لكن الحاخام بيتوئيل يزعم أن أهالي حبرون ذبحوا عام 1929 طلاب المدرسة اليهودية فيها ذبح النعاج .
= و العصابات الصهيونية ذبحت أهل دير ياسين ذبح النعاج ؛ الصهاينة ينتقمون لطلابهم ، و العرب سوف ينتقمون لشهدائهم ، و كلنا ندور في حلقة فارغة من القتل و العدوان .
و لعلمك - يا ساره - فأنا شخصيا لا أقوى على قتل نملة ، مع العلم أنني عربي و من نسل هاجر و إسماعيل !
هنا زفرت ساره بارتياح مطلقة مع زفيرها الطويل آخر دواعي ارتيابها ، و عندما ردت هذه المرة ، كان ردها مشفوعا بود كبير و ابتسامة واسعة :
- أحب أن أؤكد لك بأنني و إن كنت يهودية فإنني لا أؤمن بكل هذه الخزعبلات ، و أكره الدمويين من البشر أيا كانت عقيدتهم ، حتى لو كانوا من بني جلدتي و ديني .

ثم أردفت قائلة بشيء من العتاب :
- ألم يحن الوقت لتخبرني عن سرك الكبير ، أنا متأكدة منذ البداية ،أن قدومك إلى هنا بما يحمله من مجازفة ، ليس لمجرد تأمل أرضك اليباب ..
- أطرق عمر صامتا فترة طويلة ......ثم أجابها و قد ترقرق الدمع في عينيه :
= أمي ، هناك في مستوطنتك أو ربما في إحدى المستوطنات القريبة ، و أنا في غاية الشوق لرؤيتها ، تركتنا في أعقاب حرب الستة أيام لسبب أجهله ، كان عمري عندئذ تسع سنوات !
عقدت الدهشة لسان ساره ، فقد صعقتها المفاجأة !
**


جرائم حماس على صفيح ساخن
http://hamasgaza.wordpress.com/
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02780 seconds with 10 queries