عرض مشاركة واحدة
قديم 04/10/2007   #2
شب و شيخ الشباب ارسلان
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ ارسلان
ارسلان is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
حيث أجدني
مشاركات:
3,170

إرسال خطاب ICQ إلى ارسلان إرسال خطاب AIM إلى ارسلان إرسال خطاب Yahoo إلى ارسلان
افتراضي اللقاء




و على القمة نفسها كان عمر يتردد ، و عمر طالب في ثانوية مدينة الخليل ، في سنة ما قبل التخرج ؛ في الصيف و العطلات ، يعاون والده في إدارة متجره لبيع الأقمشة ، و عندما تفتر حركة السوق كان يتسلق نفس الربوة من درب يبتدئ من الناحية الشمالية لمدينته ، فما أن يصل إلى القمة ، حتى يجلس فوق صخرة في أعلاها ، مسترخيا ، ممعنا في التفكير ، و عيناه شاخصتان نحو مستوطنة ( كريات أربع ) ، و لكنه لم يصادف ( ساره ) إلا اليوم ..
كانت سارحة تماما عندما أحست بوقع خطاه ، فجفلت و وقفت تنظر إليه وجلة ، فجفل بدوره رانيا نحوها بشيء من الدهشة ، و إذ تمالكت نفسها سألته بالعبرية : " من أنت ؟ " ثم اعترتها رجفة هلع شملت كل جسدها من هامة رأسها حتى أخمص القدم ، عندما أجابها بعبرية ركيكة : " أنا عمر ، تلميذ عربي ، من هناك " مشيرا نحو مدينته .
فأخذت تتراجع مذعورة ، و ما لبثت أن تعثرت فوقعت فوق الحجارة بارتطام كان له صداه ، فأسرع ملهوفا ، راغبا في مساعدتها على النهوض من عثرتها ، فما كان منها إلا أن قابلت لفتته الطيِّبة بصيحات استغاثة .
و عندما لاحظت أنه لم تبدُ من أية بادرة عدوانية ، و أنه لم يتقدم لذبحها أو افتراسها ، كفت عن الصياح ، و أخذ لهاثها يتباطأ ؛ عندئذ تقدم ثانية نحوها حذرا و لكن بثبات ، فمد يده إليها بهدوء ، فمدت يدها باردة مرتعشة ، فجذبها و أنهضها برفق و في غاية التهذيب .
رنت إلى وجهه الطفو لي ، فاطمأنت و لكن بطمأنينة خالطها مزيج من الخوف و الاستغراب و الفضول ، ما زال يوترها ؛ و بعد فترة طويلة كانت خلالها تداري ألم ركبتها من أثر السقطة ، سألته : "هل نستطيع التفاهم بالعبرية ؟" فأجابها بالنفي ؛ " و بالإنكليزية ؟ " أجابها بالإيجاب ثم أضاف : " أنا طالب ثانوي " .....
سألته بشيء من الود و الدهشة معا :
- ماذا أتى بك إلى هنا ؟
أجابها جادا :
= أنظري إلى تلك الأرض ( و أشار إلى سفح الربوة ) ، إنها ملك أبي ، و أحب أن أتفقدها من حين لآخر ، و لكننا لم نعد نزرعها لأن مستوطني ( كريات أربع ) اعتدوا علينا عدة مرات و منعونا من استثمارها ؛ و هناك سبب آخر بالغ الخصوصية ... يدفعني إلى الصعود إلى هنا منذ سنوات .
- غريب أنني لم أصادفك إلا اليوم ، مع أنني أتردد إلى هنا كثيرا ..

***
يتبع...

جرائم حماس على صفيح ساخن
http://hamasgaza.wordpress.com/
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03157 seconds with 10 queries