أهلا محبة:
أنت تقول:
أن روح القدس هي روح الله التي سترعانا لأبد الدهور، وأن الله تجسد معنا في المسيح فكان المعزي الأول ثم اصبح روح ترعانا فهو المعزي الثاني أي هو نفسه وأن من يؤمنون ولا يهم متى آمنوا فبمجرد ان يفتحوا قلوبهم يحل الروح القدس بهم.
المفهوم من كلامك والذي لا يحتمل غيره:
ان اي مسيحي وكل من ينتقل للمسيحية، تحل به روح الله!!
وكلامك هذا خطير جد خطير! لأن هذا يدل على أن كل المسيحيين آلهه ـ والعياذ بالله ـ، لأن روح الله حلت بهم!! بيد أنكم تقولون هي نفس روح عيسى والتي هي روح الله! ولو كان كذلك إما أن تقولوا بأن عيسى روح الله والمؤمنين به أيضا أرواح الله ويصبح الجميع آلهه! وإما أن تقولوا بأن عيسى روح الله ونحن ارواحنا مخلوقة، فإن قلتم بالثاني، لتناقض قولكم بأن روح الله التي هي روح عيسى هي نفسها التي تحل بالمؤمنين !!
ثم إنكم تقولون بأن الله في كل مكان:
وهذا الكلام يرده السمع والعقل:
فمن السمع:
قول المسيح عليه السلام: " لا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السموات " فقد اثبت واعلن عليه السلام ان الله في السماء وليس في كل مكان فضلا على أن يكون في الأرض.
وأما الدليل العقلي:
إن قولكم هذا يلزم أحد أمرين لا ثالث لهما وكلاهما ممتنع وباطل:
1ـ إما أن يكون الله متجزئا، كل جزء منه في مكان.
2ـ وإما أن يكون متعدداً، يعني: كل إله في جهة ضرورة تعدد الأمكنة.
وقد أثبت واعلن المسيح عليه السلام أن الله في السماء، قال المسيح في متى: " لا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السموات " فكيف تقولون بأن المسيح روح الله وهو في الأرض، بل يعلن لكم ألا تدعوا أبا على الأرض؟!!
بل كيف تقولون بأن روح القدس تحل في الأنفس التي في الأرض، وقول المسيح يخالف قولكم؟!!
ثم إن هذا النص يرد على قولكم بأن الله في كل مكان!!
وأما قولك:
حبيب ومن قال لك اله آخر كيف استنتجت هل الحكي وشو هل التخريف
حبيب معزي آخر المقصود فيها روح الله التي سترعانا لأبد الدهور فالله تجسد معنا في المسيح فكان المعزي الأول ثم اصبح روح ترعانا فهو المعزي الثاني أي هو نفسه ولكن بغير هيئة صعد الجسد وحل الروح القدس بالنفوس
أنا استنتجت ذلك بأقوال المسيح:
" إني سائل له أن يبعث إليكم فارقليطاً آخر يكون معكم إلى الأبد، وهو يعلمكم كل شيء ".
وقوله " ابن البشر ذاهب، والفارقليط من بعده يجيء لكم بالأسرار، ويفسر لكم كل شيء، وهو يشهد لي كما شهدت له، فإني أجيئكم بالأمثال، وهو يأتيكم بالتأويل ".
استنتجت بأن المقصود ليس عيسى نفسه او روحه، لأنه أخبر أنه ثاني، لأنه ليس من المعقول بأن عيسى عليه السلام يذكر لهم بأنه آخر، وأنه يشهد له كما شهد له، ثم تكون هي روح المسيح!! ثم هذا القول يدل على أن عيسى عليه السلام لا يعلم الغيب!! وأنتم تقولون بأنه روح الله فكيف يكون هذا؟!!
وهل تستنتج أنت بأن المقصود هي نفس روح المسيح!!
اليس استنتاجك هذا يخالف قول المسيح: " فارقليطا آخر "، وقوله: " وهو يشهد لي كم شهدت له "؟! وهل يعقل بأن يشهد الجسد بدون الروح؟! وإن قلنا بهذا أصبح الموتى الآن يشهدون!!!
ولأن قول المسيح بأنه " آخر " دل على أنه ليس هو وليست روحه! وإن قلنا بقولكم، إما أن يكون المسيح عليه السلام كاذب ـ وحاشا ـ! أو أن يكون لا يعلم الغيب! لأنه لا يعلم بأن روحه هي الفارقليط الموعود!!!
ثم إن المسيح قال بأنه " آخر " والآخر يكون ثاني لأول، ولا يعقل بأن يقال هي نفس روح المسيح! وإن قتلم بأن المتكلم الجسد البشري وليست هي الروح، فإن هذا الكلام مردود عليكم، لأنه ليس من المعقول بأن ينطق الجسد بدون الروح، ولو كان كذلك لتكلم الموتى! وهذا الكلام لا يقوله من فيه ادنى مسة عقل!!
وهل يعقل بأن المعزي الأول يشهد للثاني ثم يأتي الثاني ـ وهي نفس الروح ـ وتشهد على نفسها؟! مع أن المسيح صرح بأنه " آخر "، ولو قلنا بقولكم صارت هذه الحكاية لعبة على عقول البشر!! لأن الأول يشهد على الثاني، ثم يذهب ويأتي هو نفسه ويشهد على الأول وهو نفسه!!!
وأما قولك:
بأن عيسى عليه السلام كان يتكلم الآرامية وليس غيرها وكلم العالم بالآرامية.
فلي تساؤل هنا:
كيف كانت لغة المسيحيين؟ وكيف كانت لغة اليهود؟
وهل كلمة " المعزي " يونانية أم آرامية؟؟؟
وأما عن أسئلتي:
بأن المسيح كان يبشر بالفارقليط، وبأنه إذا أتى يعلمهم بك شيء، فأين الذي علمهم الفارقليط؟
وقول عيسى عليه السلام، بأنه يريد أن يقول كلاما ولكن لا يستطيعون حمله وجعل الفارقليط هو الذي يقوله، فأين هذا الكلام الذي قاله الفارقليط؟
وبشر بالفارقليط بأنه يعملهم بجميع ما للآب، فأين كلام الفارقليط المتعلق بجميع ما للآب؟
وقول المسيح بأن الفارقليط يخبرهم بكل ما يأتي، فأين ما قاله الفارقليط بكل ما يأتي؟
وقول المسيح بأن الفارقليط يخبرهم بالحوادث والغيوب، فأين ما أخبر به الفارقليط من الحوادث والغيوب؟
وأخبر المسيح بأنه يوبخ العالم على الخطيئة، فأين ما قاله الفارقليط من توبيخ الخطيئة؟؟؟
وأتمنى منك بأن تسرد لي كلام روح القدس الذي بشر به المسيح عليه السلام.
|