عرض مشاركة واحدة
قديم 02/10/2007   #5
شب و شيخ الشباب shasho
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ shasho
shasho is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
صيدنايا
مشاركات:
250

افتراضي تابع المقال


كان ثمّة خيار أمام السعوديين لهلهلة البنى المعرفيّة لوهابييهم عن طريق الإعلام: كيف؟ لاشك أن المواطن العربي، في عصر العولمة، صار مثل أي مواطن عالمي آخر، يشكّل الإعلام جزءاً هامّاً للغاية من صياغة تفكيره ونمط حياته؛ والتلفزيون الذي أراد أخوتنا الوهابيون منعه ذات يوم، صار حاليّاً كالماء والهواء بالنسبة للناس، كلّ الناس، بمن فيهم أبناء الأصوليين أنفسهم. وكان باستطاعة السعوديين استغلال هذا الجهاز الهام لإعادة قولبة التفكير الوهابي الأعوج: لكن ذلك، في ضوء المعطيات الحاليّة، يبدو صعب المنال للغاية:
أوّلاً: افتقاد السعوديين أصلاً لمفكّرين كفؤ يمكنهم مواجهة الحجّة بالحجّة والرأي بالرأي؛
ثانياً: التصحّر الثقافي في مصر، التي غزاها الإرهاب الديني على يد الزعيم المؤمن أنور السادات، الذي استورد كلّ من هو معاد للتقدّم في مصر ما بعد عبد الناصر، لمحاربة اليسار المصري الذي كان أكثر العناصر إخافة لذلك النظام؛ ومثقفو مصر، الذين اشتهروا عموماً بأنهم يكتبون بالقطعة لمن يدفع جيّداً، ليسوا على استعداد لأن يكذبوا على "جماهيرهم"، التي قبضوا من السعوديين لإقناعها بالأصوليّة، بأن تلك الأصوليّة ليست أكثر من وحش مريع يمكن أن يأكل أخضر الوطن ويابسه؛ على الأقل أن يعطوا فرصة كي يستديروا تدريجيّاً ـ هذا إن كانت لديهم أصلاً الوسائل المعرفيّة لإقناع الناس بذلك؛
ثالثاً: التوجّس المتأصّل عند السعوديين من كل ما هو شامي أو عراقي (القطران الأقدر معرفيّاً بطاقات أبنائهم على مواجهة فكر التطرّف، لولا زبانية البعث المتأخونين) للمساهمة في معركة ثقافيّة من هذا النوع: خاصّة وأن سوريّا والعراق تمتازان عن مصر والسعوديّة بالتعدّدية التي طالما أشرنا إليها، والتي توقع الهلع في قلوب السعوديين حتى الآن.

خلصنا بقى
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02234 seconds with 10 queries