طبعا قبل ان يلقى القبض على المسيو لورين دار بينهم حوار شيق ومهم وكيف انها سعيدة جدا لانه خسر حبه وماله وشرفه وكرامته في يوم واحد واحساسها بنشوة الانتقام كما طعم الخمر حقا كطعم الخمر
وانه قال لها ان حياته بلا معنى بدون حبه فلا قيمة لعيشه بدونه
وهوى الى الاريكة محطم غير قادر على التصرف قبل ان تاتي الشرطة لتقبض عليه
الانتقام
نعم الانتقام شيء لذيذ جدا ولكنها اللذة التي تعقبها الندامة والحسرة
ولن يستطيع المنتقم الذي لا يزن افعاله بالحكمة ان يعيش في هدووء وراحة بل
بعد ان ينهي انتقامه
ولا تشابه بينه وبين القاضي اذ ان القاضي يزن فعله بميزان الروية والعدل والحكمة الا ان الانتقام يصدر عن نفس هائجة محتدة لا يكبح جماح طوفانها وهياجها شيء فتاخذ البريء بذنب المجرم ولا تهدف الى تخليص المجتمع من الشرور بقدر اهتمامها بشفاء الغليل
بغض النظر عن نتائج فعلها فتجازي على الشتم بالضرب وعلى الضرب بالقتل وعلى القتل بالتشويه
الانتقام جريمة بكل ما للكلمة من معنى ولقد صدق الذي يقول
ان العفو مرارة ساعة ثم النعيم الى الابد وان الانتقام لذة ساعة ثم الشقاء الدائم الذي لا يفنى
عادت ايلين الى غرفتها وقد بدأت سحب الكآبة تغشاها فجلست تسأل نفسها عن ما فعلته هل هو صواب ام خطأ وهل سعدت بالانتقام ام شقيت ؟
وهل كان خير لها ان تلقي نفسها في عباب الماء عندما فكرة في ذلك عند خروجها من سجنها
ام تعيش لتضحي بعرضها وكرامتها في سبيل انتقامها
وهل خرجت ظافرة تمام الظفر من معركتها ام انه قد اصابها خسران ذهب ببهاء انتصارها
ولم تزل تسائل نفسها ولا تسمع من اجابة ترضيها وتقنعها حاولت ان تاوى الى الفراش فلم تستطع, انقضى وقت طويل من الليل حتى اذا جاءت اطراف النهار كانت قد حكمت امرها وحكمت على نفسها بأنها مجرمة اثمة فلم تفعل سوى بيعها لعرضها وكرامتها
وقررت الالتحاق بإحدى المستشفيات الخيرية
دخلت المستشفى واخلصت النية والتوبة وكانت مثال للتضحية والاخلاص
اما المسيو فقد حكمت عليه بالسجن لعامين عانى خلالهما الويلات والمرض حتى اذا به يتهاوى امام مرضه
فينقلوه الى المستشفى التي تعمل فيها الانسة ايلين شاهدته وعرفته رغم تغير حالته سهرت على راحته في حين انه لم يكن واعي ما حل به وفي احد الاوقات استيقذ ليجدها تمد اليه يدها بالدواء فما كان منه الا انه حاول جاهدا ان ينهض من مكانه لكنه لم يستطع .. امسك يدها واخذ يقبلها ويرجوها ان تغفر له ذنبه الذي اقترف فازداد نحيبها وبكائها وقالت له انها هي التي تطلب الصفح منه والعفو لانها اسائت له
وهكذا ظلت تداويه وتعالجه بإخلاص لا يماثله اخلاص الام لوليدها ولكن قدر الله اسبق فلم ينفع العلاج حتى بدأت تجتاحه سكرات الموت بين يديها .. اخذت تواسيه وتخبره بأن الله قد غفر له بما لاقاه من الام واحزان في حياته وان جوار الله افضل له من الحياة الفانية وزيفها وكذبها
حتى مات بين ذراعيها
وفي صباح اليوم التالي راها الناس سائرة بهدوء وسكون في طريق الديرة وقد لبست مسوحها وسوادها وعلقت صليبها على صدرها حتى بلغته ففتح بين يديه بابه العظيم الذي لا يخرج منه داخله الى الابد
فدخلته وكان هذا اخر عهدها به
اختي العزيزة
اتمنى لك حياة سعيدة
جرائم حماس على صفيح ساخن
http://hamasgaza.wordpress.com/
|