خواطرمواطن عربي يكنى بأبي عبسي..-3-
-3-
و تمشي في الشوارع و تتحادث مع الشباب..محاولا أن تتواصل مع جيل المستقبل..الجيل الواعد..و المشكلة التي
نملكها ..أن كل جيل كان في ذات مرة جيلا واعدا..و نراقب دورة التاريخ..
نعم نحن جيل المستقبل..و الجيل الواعد..لنفسر ما معنى الواعد..الواعد هو الذي يعد..من وعد..الوعد بماذا..بالأفضل..
و لنوضح عدة نقاط..
هذا الجيل الواعد كبر و جاء الوقت ليفي بوعده و لكنه لا يفعل شيئا و لكن..لا..إنه يبشر بجيل الشباب..الجيل الواعد..و يقدم له النصائح من الخبرة في الوعد..و الجيل التالي..يصل إلى نقطة الإنقلاب من الجيل الواعد إلى الجيل الموعود..و ينظر إلى الواعد بعين الإعجاب..إعجاب من نوع الذي تقوم فيه الأم بلكزالمرأة التي بقربها..لتسترعي انتباهها كيف أن طفلها بدأ يأكل بالملعقة - و هو طبعا يطعم كل شيء ما عدا نفسه - فتبتسم الأخرى و تومئ برأسها و تعود إلى تقميع البامية...
شيء آخر..أنا ..الآن ..أعد من الجيل الواعد..و لكن من قال أنني أريد أن أعد أحدا بأي شيء..لماذا أن ملقى على عاتقي هذا الحمل..الوطن..و أنا الواعد و كأنني أملك الكثير الكثير لأقدمه..أو أن خيوط اللعبة بيدي..
لا ..لا أنا و لا غيري نملك خيوط اللعبة ..و لا أنا و لا غيري نملك المستقبل..
هذا الهوس العربي بالمستقبل..و كأن الجيل الذي سيأتي سيكون مباركا أو مقدسا أو من كوكب آخر..أو أنه سيكون طازجا محافظا على مبادئه مخلصا للقضية..سيأتي و يخلص الوطن من كل هذا الفساد و الإستعمار و يعيد لإشراقة الشمس ابتسامتها..
لا ..لا يا أصدقائي..نحن من هنا جئنا..الحكومات ذاتها حاولت التلاعب بعقولنا..و حالات الإجهاض نفسها تنتابنا..و مبادئنا تتساقط كأوراق الخريف و نحن نحيا هنا..
توقفوا يوما عن لعبة المستقبل و الوعود..فلسنا نضحك على أنفسنا و حسب..بل إننا فد حعلنا العالم بأجمعه يضحك علينا...
أبو عبسي..
و سلام..!
الفرح ليس مهنتي....
|